الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حافية على اشواك من ذهب للكاتبة زينب مصطفى

انت في الصفحة 18 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز

هو انت مش هتفطر معانا..

توجه بيجاد للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل..

لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم..

نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل..

استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين.. انت كده بتحرجني معاهم..

بيجاد بتعجل..

اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا.. يلا سلام

ثم تركها وذهب..

ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه.. تعجله.. حتى طلبه لطعام الافطار.. غريب عليه فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه ..فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها..

تنهدت نبيله بقلق وهي تستعد لاستقبال عصمت مندور وابنتها وتفكر في حجه تبرر بها غياب بيجاد عن تناول الافطار معهم وتدعوا الله ان يمر هذا اليوم على خير

بعد قليل..

جلست شمس في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها بتعب ودون ان ترى شئ.. فتفكيرها مشغول.. من ناحيه بوالدها وقسوته الشديده عليها و من ناحيه ثانيه بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها كسكرتيره باحد المكاتب الصغيره للمحاماه ومن ناحيه اخرى قلقها وتأنيب ضميرها على فعلتها مع جاد وتسببها الاكيد في أذيته وفقدانه لعمله..

فلم تنتبه لجلوس بيجاد الى جانبها وتأمله الصامت لها..

لملامحها الجميله الرقيقه الحزينه وشعرها الناعم الهارب من رباط شعرها والمتطاير حول وجهها برقه ملائكيه جعلته يضم اصابعه بقوه..يمنعهم من ان يمتدوا الى شعرها و يعيد ترتيب خصلاته الهاربه ..

فابتسم بهدوء

وهو يسمعها تتنهد وهي ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب..

الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء

ياااه كل دي تنهيده..

ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدممه

إنت!!.. إنت بتعمل ايه هنا..

وضع بيجاد ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود..

يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر.. اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا

شھقت شمس بصدممه وغطت فمها بيدها وهي تقول بنواح..

سايب شغلك ومسافر .. يبقى اكيد رفدوك وعشان كده سيبت البلد وراجع على بيتك..

ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الڼدم

والله ما كنت اقصد أتسبب في أذيتك.. انا بس خۏفت لما لاقيتك موقف عربيتك في الضلمه فإتصرفت من غير تفكير

تأمل بيجاد بدهشه شحوب وجهها وإرتعاش شفتيها ودموعها التي على وشك ان تسيل..

وهو يقول معاتبآ بهدوء ..

تقومي تحدفي العربيه بالطوب وتكسري إزاز العربيه.. مفكرتيش ان ممكن حد يشوفك من اهلك او من اهل البلد وساعتها اكيد هايسئلوا انتي بتعملي كده ليه وممكن برضوا ساعتها يطلعوا عليكي كلام ملوش لازمه او حتى ممكن صاحب العربيه يشوفك ويعملك مشكله

نظرت شمس للأسفل بحرج وقالت بصوت ضعيف اثار عاطفته نحوها..

أنا أسفه يا استاذ جاد وحقيقي مفكرتش في كل ده وو الله لو في حاجه ينفع اعوضك بيها كنت عملتها ..

ثم رفعت اليه عينيها التي أعمتها الدموع ..

هما.. هما رفدوك وعشان كده راجع على القاهره صح ..

لا يعلم كيف استطاع السيطره على مشاعره ومنع نفسه بالقوه من احتوائها بين زراعيه وتهدئة خۏفها فوجد نفسه ينفي سريعآ حتى يطمئنها..

لا يا ستي اتطمني مترفدتش ولا حاجه بس اخدتلي كلمتين صعبين شويه من صاحب العربيه.. وخلاص عدت على خير..

تنهدت شمس براحه ثم ابتسمت بسعاده..

مش تقول كدهيااه ريحتني دا انا مانمتش طول الليل وانا متخيلاهم رابطينك في شجره وبيعذبوا فيك..

إرتفع حاجبيه بدهشه ثم تحولت دهشته الى ضحكات عاليه مرتفعه غير قادر على السيطره عليها..

مما جعلها تدفعه في زراعه وهي تتلفت حولها پغضب

اسكت ..بس هتفضحنا.. ايه انت علطول بتضحك بصوت عالي كده..

ابتسم بيجاد وهو يتأملها بحنان ..

هتصدقيني لو قلتلك اني قبل ما أشوفك عمري ما ضحكت من قلبي كده ..

شمس بتبرم..

يا سلام مضحكتش خالص قبل ماتشوفني.. ليه يعني.. شايفني اراجوز قدامك والا ايه ..

ابتسم بيجاد وهو يتأملها بمرح..

هو ده الي فهمتيه من كلامي

شمس پغضب طفولي..

مش انت الي بتقول عمرك ماضحكت الا لما شفتني..

ابتسم جاد وهو يقول بمرح..

يا ستي بلاش سوء الظن ده انا اقصد ان دمك خفيف يعني مش شايفك اراجوز ولا حاجه ..

ابتسمت شمس وهي تقول بغرور طفولي..

اه ان كان كده معلش.. وعموما انت مش اول واحد يقولي كده

عقد بيجاد حاجبيه وهو يقول پغضب لا يعرف مبرره..

ومين بقى الي بيقولك كده غيري..

ابتسمت شمس وهي تعد على اصابع يدها بغرور..

كتتير ..عم عبده البقال..عبير صاحبتي ومامتها و صحباتي في الجامعه نور وسمر وهبه وسميه مرات ابويا ..بس ڈم ..ا تتحسبش عشان بتقولها بتريقه..

تنهد بيجاد وهو يشعر بارتياح لا يفهم مصدره ..

اه قولي كده.. عموما هما اكيد معاهم حق..

ثم تابع بمرح..

بس موضوع خفة دمك ده مش هاينسيني اني ليا حق عندك..

شمس بتوجس..

حق.. حق ايه.. مش انت بتقول ان صاحب العربيه معملش فيك حاجه..

بيجاد بجديه مصطنعه..

اه بس ده ميعفكيش من المسئوليه.. الي عملتيه كان ممكن يكلفني شغلي

ثم تابع بتهكم مستتر

او ممكن كنت

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 140 صفحات