الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه كامله بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 8 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز

 

أنثى تستطيع أن تشعر بنظرات الرجل وتلميحاته والامر يعود اليها من الممكن ان تصده فى البدايه وان تجعله يفكر ألف مره قبل ان يتفوه بكلماته ومن الممكن أن تعطيه بتساهلها الضوء الأخضر ليمرر عباراته ونظراته وقتما يشاء

أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معاها بل تفسح المجال لذلك فهى تمسك العصا من منتصفها وكأنها تبحث عن فرصة أخرى أيسر وافضل وفى نفس الوقت لا تريد فقد ما تملكه فعلا بيدها

جلست خلف مكتبها وهى تختطف نظرات شعواء بين الحين والاخر إلى فارس القابع خلف مكتبه فى شرود تام 

وقبل أنتهاء العمل بحوالى الساعه استأذن فارس من الاستاذ حمدى لينصرف مبكرا هو ودنيا خرج معها من المكتب وسارت بجواره فى سكون وكأنها تشعر أنه رآها ورأى ردود فعلها المتهاونه مع باسم وتصرفاته وأنتظرته ليتحدث

صمت قليلا ليستجمع كلماته والمنطق الذى سيتحدث به بكل حال من الاول كان لا يريد فقدها أبدا كان سيقرر تأجيل الحديث فيما بعد ولكنه أستجاب لطبيعته التى تكره التسويف والتأجيل فى الامور الحاسمه فقال بسرعه وقبل أن يتراجع دنيا عاوز أتكلم معاكى فى موضوع مهم

ألتفتت إليه وقد أنتشلها من شرودها قائله هه موضوع ايه

أخذ نفسا عميقا وقال 

 دنيا تفتكرى ربنا راضى عن علاقتنا بالشكل ده كده

توقفت فجأة عن السير وكأنه افرغ عليها دلو من المياه البارده شعرت بمشاعر مختلطه بين الحيرة ومحاولة الاستنتاج وقالت

 مش فاهمه تقصد ايه بالكلام ده يا فارس

هربت الكلمات منه حاول جمع شتاتها مرة أخرى وقال بصدق دنيا أنتى عارفه ومتأكده أنى بحبك ولا لاء

نظرت إليه تحاول سبر أغواره وقراءت ما يدور فى خلده وقالت 

 أيوا متأكده ليه

وبحكم العاده أستعمل كلتا يديه فى الحديث هو يقول

 دنيا أنا عاوز ربنا يبقى راضى عن علاقتنا وانا عرفت ان علاقتنا بالشكل ده تغضب ربنا وممكن يعاقبنا ويحرمنا من بعض بسبب الحاجات الحړام اللى بتحصل

حدث ما كان يتوقعه تماما وقالت بسخريه لازعه

 عاوز تسيبنى وتنهى علاقتنا يا فارس لو عاوز كده قول على طول مفيش داعى للفه دى كلها

نظر لها پحده قائلا 

 أنتى أكتر واحده فى الدنيا عارفه أنى مبحبش اللف والدوران وانى دوغرى فى كلامى مع كل الناس وانتى أولهم

عقدت ذراعيها قائله بنفس النبرة الساخره

 أومال ايه اللى جد فى علاقتنا علشان تقولى حرام وحلال ومن أمتى يعنى

حاول رسم ابتسامه على شفتيه وهو يحاول شرح الامر بصدق قائلا 

 دنيا أنا عرفت أن نظرى ليكى ووكلامى معاكى حرام وأنا عاوز يبقى ربنا راضى عننا وعلشان متفهميش غلط تانى أنا عاوز أتقدم رسمى ونكتب الكتاب على طول

أتسعت عينيها بدهشه وقالت 

 أفندم تكتب الكتاببس أحنا متفقين تستنى لما نشوف التعين بتاع النيابه وبعدين نتخطب

زفر بضيق وهو يقول 

 بصى بقى أنا مش عارف أنتى عاوزانى أنا ولا عاوزه فارس وكيل النيابه وانا مش هديكى فرصه تسيبينى وتمشى زى كل مره بنتكلم فى الحكايه دىلو بتحبينى وعاوزانا نكمل مع بعض باقى حياتنا زى ما بتقولى دايما توافقى انى أتقدم دلوقتى وقدامك أختيارين يأما نتخطب بس وده لحد ما تيجى تعينات النيابه ومش هينفع برضه لا نتكلم ونخرج مع بعض ولا اى حاجه من اللى كانت بتحصل واللى عرفت انها حرام ومش هعملها تانى

يا أما أتقدم ونكتب الكتاب على طول وساعتها مش هيبقى فى حاجه حرام فى علاقتنا وفى كل الاحوال هنستنى النيابه

ها قولتى ايه وخلى بالك دلوقتى الكوره فى ملعبك علشان نحدد بقى مين اللى عاوز يتهرب من التانى

شعرت دنيا بأنه اربكها ووضعها أمام الاختيارين لا تستطيع أن تختار ثالثا لانه لم يكن هناك ثالث إن كانت تريد الابقاء عليه ولكن بالتأكيد هناك أختيار ستكون فيه الخسائر أقل

حاولت ان تماطل ولكن هيهات لم يكن هناك مجالا هو يريد معرفة رايها حالا

نظر إليها بجديه وهون يقول

 ياهقد كده قرارارتباطك بيا صعب عليكى

تنفست بعمق وهى تحاول رسم السعاده على وجهها وقالت

 طب ممكن يا حبيبى تستنى لما أخد رأى ماما مش دى الاصول برضه

قال بسرعه وبجديه 

 هستناكى تردى عليا النهارده مش هنام غير لما تكلمينى وتردى عليا ولو متكلمتيش النهارده هعرف أنك أخترتى الاختيار التالت أنك مش عاوزانى اصلا

رأت الجديه والحسم فى عينيه وهو يتحدث وهى تعلمه جيدا أنه لا يحب المزاح فى الامور الجديه ابدا ولا يقبل به ولا يخلط بينهما وهذا ما يزيده رهبة فى عينيها وهو يتحدث بمثل هذا الحسم

أومأت برأسها وهى تقول حاضر هتكلم مع ماما وهرد عليك النهارده حاولت أن تمزح وهى تستدرك قائله 

 بس ماليش دعوه بقى لو أتصلت وأنت مردتش قال بجديه وهو يشير لسيارة أجره

 مش هنام هستناكى ان شاالله للفجر

هتفت بها والدتها 

 أنتى بتستعبطى ولا ايه هو ده اللى عارفه بتعملى أيه هو ده كلامى ليكى أنا مش قلتلك متخطيش خطوة الا لما تحسبيها كويس ده جواز يابنتى عارفه يعنى ايه جواز

زفرت دنيا بضيق وهى تقول بنفاذ صبر

 يا ماما خلاص بقى نعمل خطوبه وخلاص وجلست على فراشها وتردف 

 أصلا انا وهو بنحب بعض وكده ولا كده كنا هنتخطب خلاص طالما مصمم نعمل خطوبه

ضړبة والدتها كفا بكف وهى تقول پغضب

 وبعد سنه يجى يقولك عاوز أكتب الكتاب ويمكن عاوز نعمل ډخله وتروحى تقعدى فى الحاره مع امه مش كده وساعتها برضه هتعملى زى دلوقتى تقوليلى هعمل ايه يا ماما ماهو مش سايبلى اختيارات تانيه

عقدت دنيا ذراعيها وقالت بحنق

 طب قوليلى اعمل ايه وقبل ما تقولى أى حاجه لازم تعملى حسابك انى بحبه ومش ناويه اسيبه انا بس كنت بأجل لما ياخد وضعه مش أكتر

تفحصتها والدتها برهه ثم قالت

 انا أمك وعارفاكى كويس أنتى مش متمسكه بيه علشان بتحبيه انتى بس شايفاه أحسن واحد لغاية دلوقتى ومتأكده ان لو حد غيره عجبك هتسبيه وترميه ورا ضهرك

رفضت دنيا حديث والدتها بشده وقالت

 لا يا ماما غلطانه أنا بحبه وعارفه طموحه كويس ممكن يوصله لفين وانا عاوزه أوصل معاه يا ماما للى هيوصله ومش عاوزه أخسره وبعدين دى خطوبه ولا هتقدم ولا هتأخر

قالت والدتها 

 وبعدين خلاص تبقى خطيبته وتدخولوا وتخرجوا مع بعض وأى حد أحسن منه تعجبيه يقول بس يا خساره دى مخطوبه خلاص وسوقك يقف على كده صح

ابتسمت بسخريه وقالت 

 لا متقلقيش ولا خروج ولا دخول هو اصلا مش عاوز كده ده داخلى فى موال حلال وحرام ومينفعش أبصلك ومينفعش اقابلك والكلام ده هو بس عاوز يطمن أنى عاوزاه وموافقه على الارتباط بيه قبل ما يبقى وكيل نيابه

زفرت والدتها بضيق وهى تقول 

 استغفر الله العظيم اعملى اللى أنتى عاوزاه

كان يقف فى شرفته الصغيره يحتسى القهوة ببطء

 

انت في الصفحة 8 من 103 صفحات