قصه بقلم ماجده بغدادي
بينما هو مستغرق بأفكاره فإذا به يشعر بحركة على الفراش من ورائه انتفض من مكانه ليضيء المصباح
حمد الله على السلامة .. دانا مستنياك من بدري
انتي بتعملي ايه هنا
مستنياك .. ايه رأيك عجبتك صح! عارفة .. طول عمري بعجبك .
نظر لها بتدقيق ليشهق مما رأى
ايه اللي مهبباه فخلقتك ده
عجبتك مش كده ! أنا عارفة إني مبهرة و على طول ببهرك بحلاوتي .
انتي مش هتبطلي عمايلك دي بأه
عمايل ايه ! دا أنا بعمل بنصيحة عمتك عجوى قصدي نجوى قالتلي اتزوقيله فقلت أما اتزوق حلو عشان لو فكرت تفتح الباب من غير اذن زي الصبح يجيلها صرع ونخلص .
كان على عيني .. عندنا تفتيش .
ازاي يعني مش فاهم .
عمتك و بنت عمتك بايتين هنا النهاردة و انا اضحضحت من النط ف البلكونات وكفاية الجحش بتاع الصبح .. كمان الست لوزة بنت عمتك خدت سريري .
طيب قومي اغسلي وشك .. انا مش عايز اتسرع الصبح واتاخري شوية عشان أنام .
ايه الأخبار يا عمي
مش عارف ياأحمد المفروض الشحنة الجديدة توصل بس اتأخرت
هو الحاج صالح مش كان قالنا قبل ما يسافر ان الشحنة مش هتتأخر !
مش عارف يابني .. أنا قلقان أوي دي كل فلوسنا و لو راحت والا خسړت هتقطم وسطنا ويمكن نفلس
يا عمي متقولش كده باذن الله خير .. أنا هروح اسكندرية أتابع في المينا بنفسي وربنا يسترها معانا .
نعمة .. عايزك تجهزيلي شنطة هدوم لعشر أيام أسبوعين بالكتير .
هتروح فين
رايح اسكندرية عندي شغل.
ممكن أطلب منك طلب .
قولي .
خدني معاك .
مش هينفع .. هبقى مشغول طول الوقت .
أرجوك .. مش هطلب حاجة عمتك بتقول جاية بعد بكرة هتقعد عندنا كام يوم عشان هتروح لدكتور وبصراحة مش قادرة اتحمل كلامها
صمت قليلا يفكر لكن فاجأه تلك الدموع المحپوسة في عينيها تلمع بعناد وإصرار على الظهور
مش عايزة اتكلم .. خدني معاك وخلاص .
خلاص يا ستي متحمليش هم .. جهزي هدومنا .
قفزت من فرحتها وتعلقت برقبته
ربنا يخليك ليا و يجبر بخاطرك زي ما جبرت بخاطري .
انصرفت مسرعة والفرحة تكسو ملامحها وتركته في تعجبه .. ألهذه الدرجة تعاني من مجرد كلمات و مجرد سفرة بلا وعود بنزهة واحدة حتى تجعلها بهذه الفرحة لابد و أنها تعاني الكثير بلا اعتراض .. حقا تعاني الكثير يوميا يعود لينام ويجدها في الفراش تتظاهر بالنوم ولكنها قلقة تنتظره تعاني تلك الزيجة التي ليست بزيجة تعاني ذلك الهذيان في رأسه ولا يعلن عنه .. عن أي زيجة أخرى لها يتحدث ! هل يعقل أن يأتيها الخاطبون وهي زوجة ! أم أنه قد يطلقها ويأتي لها زوج ليطلبها منه وهو زوجها السابق !! لقد أفسدت حياتها تماما وعليك أن تحاول التفكير في إصلاحها بدلا من التمادي في ذلك الإفساد .
تفتكر يا خليل ايه الأصح في حالة نعمة أطلقها الأول عشان يجيلها عريس و الا أحاول أشوف حد موثوق فيه الأول و أطلقها عشان يتجوزها
تفتكر أنت .. أنا هتجنن على ايدك دلوقتي وألا لسة شوية
ليه بس ساعدني طيب .. ايه أفضل حاجة ليها أنا مش عايز أظلمها أكتر من كده .
الأفضل ليها إنك تاخدها كام يوم في مكان لوحدكم وتدي لنفسك فرصة تشوف مميزاتها كزوجة لأنك بالفعل ظالمها و هتتظلم أكتر لو طلقتها وتشمت فيها الكلبة اللي كنت خاطبها .
ايه بس جاب السيرة الزفت
دي .
تفكيرك الأهبل أقولك ايه ! الأخبار جاتني النهاردة من حد يعرفهم كويس إنها بتدور على حد من أصحابك تتجوزه عشان تقربلك وتغيظك ابتسم وهو يشاور على نفسه
ايه ده هي عايزة تتجوزك !
قصدك عايزة تعملني كوبري لحضرتك .
وانت عملت ايه
و لا حاجة عملت مش عارف وسايبها تتصل بيا كل شوية وفهمتها اني هتجرجر بس هي تجرجرني لحد أما أشوف هي ناوية على ايه تاني .
غلطة عمري إني خطبت واحدة زي دي بس كنت هعرف منين انها بالأخلاق دي .
تعرف من منظر أبوها اللي مالوش كلمة فبيتهم البيت يا صاحبي اللي رجالته مالهمش هيبة ستاته مالهمش كبير وتتوقع منهم أي حاجة .
عندك حق . نسيتني .. مقولتليش اعمل ايه
تفتكر انت فيه راجل محترم هيتقدم لمراتك اللي الكل عارف انها مراتك بقالها كام شهر ! ولو طلقتها فين المحترم ده اللي هيتجوزها ويطلب ايدها من طليقها واللي عايش معاها فنفس البيت ! جوازك منها لو فشل معناه انها معدش عندها اختيارات تانية فحاول على الأقل تتفاهم مع نفسك كويس عشان تقتنع انها زوجة كويسة .. اقعد معاها أكتر اتعرف عليها عشان تدي لنفسك الفرصة تشوف طبعها وتقربو من بعض .
صمت يفكر في كلمات صديقه قطعا ما يفكر به الأصوب فمن خارج المشكلة يرى أفضل و لكن هل سيستطيع أن يفعل كل هذا
ياه أنا مكنتش أعرف إن اسكندرية حلوة كده .
حلوة فين ! هو انتي خرجتي من يوم ما جينا والا شوفتي اسكندرية أصلا .. أنا كل يوم بخرج الصبح للمينا مرجعش غير آخر النهار يدوب آكل وأنام وبجيبلك طلبات البيت معايا وأنا جاي .
لأ مانا طول النهار قاعدة في البلكونة وبشوف البحر من هنا وبتفرج على الشارع .
هحاول بكرة آجي بدري أوديكي المنتزه ونتغدى هناك عشان تبقي شفتي أي حاجة في اسكندرية وضميري ميأنبنيش أكتر .
أنا مش متضايقة متشيلش همي .. أنا عارفة إنك لو عندك ساعة فاضية كنت فسحتني .. أنا راضية و مبسوطة عشان انت جبرت بخاطري ومسيبتنيش أسمع كلام يضايقني خدوا بالكم يا ستات من أسلوب الكلام .. مش بتزن عشان تخرج بس بتخلي ضميره يأنبه
أهو