الخميس 28 نوفمبر 2024

متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

انت في الصفحة 24 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


لتستقبل حسن الذي بدا على وجهه ملامح الإحباط الشديد.. فاقتربت منه لتحيطه بذراعيها بقوة وقد أدركت
أنه في حاجة إلى المواساة
معلش يا حسن.. بكره الظروف هتتحسن..
همس لها
أنا لقيت شغل..
ابتعدت عنه قليلا
بجد يا حسن!.. أومال مالك.. شكلك زعلان!..
أحاط كتفيها بذراعه واصطحبها ليجلسا على إحدى الأرائك
هو مكتب هندسي صغير.. ومش هشتغل باسمي.. هجهز التصميم.. وصاحب المكتب هو اللي هيحط عليه اسمه..

بس كده يا حسن مجهودك وشغلك كله هيضيع.. ما فيش حل تاني..
الحمد لله إني قدرت أوصل لكده.. بس..
بس إيه يا حسن..
المرتب مش هيكون كبير قوي.. يعني مش هيكفي حتى إيجار للشقة دي..
ترددت منى قليلا قبل أن تهمس بخفوت
يا حسن أنا ممكن أشتغل وأساعد.. بلاش تنشف دماغك.. إحنا لازم نساعد بعض..
انتفض حسن هاتفا پغضب
منى.. اقفلي على الموضوع ده نهائي.. أنا مش ممكن أسمح أن مراتي تتبهدل عشان أنا مش قادر أصرف عليها.. أنت متجوزة راجل.. فاهمة!..
اقتربت منه تحتوي غضبه برقة وهي 
تعرف أني كده هزعل منك.. أنا فاهمة أني متجوزة راجل وسيد الرجالة كمان لكن أنت ما تنساش أني كنت بشتغل قبل ما نتجوز وده لا قلل مني ولا قلل من أبويا.. ولا إيه..
أحنى رأسه خجلا
أنا ما اقصدش طبعا يا منى.. أنا كل اللي بفكر فيه أني لازم أحميك وأكون قادر على أني ألبي كل طلباتك.. افهميني.. احساسي أني مقصر..
رفعت أناملها لتضعها أمام شفتيه لتقطع كلماته
يا حبيبي.. أنا يكفيني اللي أنت عملته عشان نكون مع بعض..
رفعها بين ذراعيه لتصبح عينيه في مواجهة عينيها
أنت بس تقوليلي يا حبيبي.. وهموم الدنيا كلها تختفي في ثواني...
همست 
حبيبي..
فتحت عينيها لتجد نفسها وحيدة في الفراش.. تثاءبت بكسل وهي تلمح أثر رأسه مازال مطبوعا على الوسادة بجوارها.. ثم ما لبثت أن وصلتها رائحة التبغ لتدرك أنه مازال معها في الغرفة..
دعكت عينيها بظاهر يدها لتلمح قامته بطولها المميز وقد وقف ېدخن سيجارته في النافذة مرتديا بنطاله فقط.. وبدا بعيدا بأفكاره..
ايه اللي شاغلك.. برضوه بتفكر فيها..
سمعت صوته ينهرها پعنف
دنيا.. احنا اتفاقنا كان واضح.. أنت حاجة وهي حاجة تانية.. ومافيش داعي تجيبي سيرتها كل شويه..
آسفة.. يا حبي..
سكت ولم يرد عليها.. 
مازن.. بات الليلة هنا.. عشان خاطري ما تروحش...
الفصل الثالث عشر
دخلت سهام إلى فيلا شقيقتها بعدما اصطحبها يزيد إليها واشترطت هي عليه الانتظار في السيارة حتى تقوم باستدعائه..
استقبلتها ريناد بوجه شاحب واجم.. ودموع متجمدة في مقلتيها.. فتحت سهام ذراعيها فارتمت بينهما ريناد على الفور لټنفجر عاصفة الدموع المحتبسة خلف أجفانها..
احتضنتها سهام لفترة حتى شعرت بها تهدأ بين ذراعيها.. فأبعدتها قليلا.. ومسحت بعضا من عبراتها.. واصطحبتها بحنان لتجلسها على إحدى الأرائك وتجلس بجوارها.. تربت على كتفها برقة
في إيه بس يا حبيبة خالتو.. هو أنا مش كلمتك وفهمتك.. ليه بقى الدموع دي..
أجابتها ريناد من وسط دموعها
بتسأليني برضوه يا خالتو!.. ده التليفون ما بطلش رن من الصبح وكل صحباتي بيسألوني.. والباقي إما شماتنين أو صعبانة عليهم..
هو أنا مش فهمتك كل حاجة.. والحكاية مجرد لعبة عشان يردوا للبنت دي أرضها..
برمت ريناد شفتيها بنزق
يعني أنا المفروض أقعد أفسر لكل واحد أصل الموضوع ولا إيه
اقتربت منها سهام وهي تخبرها ببطء ضاغطة على كل حرف
لا طبعا.. سيبيهم يقولوا اللي يقولوه..
انتفضت ريناد من مكانها پعنف
ازاي بس يا خالتو.. يعني أسمع بوداني التريقة والشماتة.. وإن حتة عيلة صغيرة خطفت مني خطيبي قبل جوازنا بأسبوعين واسكت!
وتحركت لتمسك مجموعة من العلب المخملية.. لتضعها أمام سهام وهي تشير اليها بحزن
خلاص يا خالتو.. دي الهدايا بتاعته وشبكته.. وربنا يهنيه مع.. معها..
جذبتها سهام من ذراعها پعنف لتجلسها بجوارها على الأريكة مرة أخرى
اقعدي كده.. واعقلي.. بلاش الاندفاع ده.. حكمي عقلك يا ريناد.. عايزة تهدي كل حاجة عشان جوازه فشنك.. وتأكدي الكلام اللي بيتقال.. وإنها قدرت تاخده منك فعلا.. وأنك بعد فترة الخطوبة دي كلها معرفتيش تحافظي على خطيبك!!.. ولا نتمم الفرح في ميعاده.. وساعتها الناس هتتكلم عليها هي.. والعيب هيكون فيها هي.. وخاصة لما المصلحة تخلص ويطلقها.. وتبقي أنت وقتها اللي عرفت تحافظي على بيتك وجوزك.. والناس زي ما اتكلمت هتسكت وهتنسى..
تأملت ريناد خالتها في دهشة.. فهي لم تفكر في الموضوع بتلك الطريقة أبدا..
فلو تم الأمر مثلما تقول خالتها.. فمن ستكون مضغة في الأفواه علياء وليست هي.. و..
لكن.. لا.. لا.. حتى هذا لا يجعلها توافق على أن تكون زوجة ثانية على الأقل في عيون الناس.. حدثت نفسها پعنف
لا.. لا.. مش ممكن.. مستحيل أوافق!
لم تدرك أنها تكلمت بصوت عال إلا بعد أن سمعت خالتها تجاوبها بقوة
إيه يا ريناد.. ناوية تسيبي يزيد لها ولا إيه.. والنهارده جواز على ورق بكره يبقى حقيقي.. ويبقى يزيد ضاع مني.. أقصد مننا.. ده غير الإشاعات اللي هتطلع عليك.. والكل هيدور على الغلط اللي فيكي اللي خلا خطيبك يسيبك قبل جوازكوا بأسبوعين!
شهقت ريناد بقوة وهي تنهض مرة أخرى وتهتف بخالتها پعنف
أنت اللي بتقوليلي الكلام ده يا خالتو أومال باقي الناس هتقول ايه!.. وكمان عايزاني أقبل أكون زوجة تانية.. إزاي ترضيهالي بس!.. إزااااي!!..
تحركت سهام لتضمتها إلى صدرها وهي تهمس لها باقناع
فين التانية دي!.. ما قلنا جواز صوري.. على ورق.. يعني أنت هتكوني الأولى في كل حاجة.. أنت أول حب.. وأول خطيبة.. وأول فرحته.. أنت ناسية هو كان هيتجنن قد إيه عشان يقدم ميعاد الفرح.. ده كان قرب يتهبل وأنت بتسويه على ڼار هادية..
رددت ريناد بتردد
أيوه يا خالتو.. بس اهوه اتجوزها.. و..
قاطعتها سهام تحاول اقناعها بما تظن أنه الحقيقة
عصام هو اللي أجبره.. لو تشوفيه وهو واقف قدام باباه مش قادر يعارضه وهو بيقوله أنه أعلن خبر الجواز كان صعب عليك.. يزيد اتعذب بيني وبين أبوه كتير.. كل ما يقرب مني ويراضيني يحس أنه بيظلم أبوه وكل ما يطاوع أبوه.. آجي أنا وأعمل أزمة.. يزيد محتاجك يا ريناد.. لازم تقفي جنبه.. حتى عشان يقدر يتخلص من مصېبة عليا اللي عصام أجبره عليها دي..
حاولت ريناد أن تتكلم ولكن عادت سهام لمقاطعتها
شوفي.. هو مستني بره الفيلا.. قاعد على ڼار منتظر أنك تسامحيه.. أنا هكلمه وأقوله ياخدك يعزمك على العشا في مطعم فايف استارز.. لسه فاتح امبارح.. وهكلم كام صحفي من اللي بيغطوا لي أخبار الجمعيات الخيرية عشان ياخدوا كام لقطة حلوة وأنتوا سهرانين مع بعض.. وبكده هيكون كأنه تكذيب لخبر جوازه المشئوم ده.. ولو حد سألك عن الخبر اضحكي.. واسكتي.. وبكده.. أي حد شمتان ولا حاقد ولا.. ولا.. هيكون مش قادر يصدق خبر ارتباطه بعليا.. وهيكون كأنه إشاعة هتعدي وتمر.. خاصة لو أكدت على ميعاد جوازكوا.. فاهماني يا ريناد.. ما تخليش الناس تشمت فيكي ولا تضحك عليك..
سألتها ريناد بخفوت وقد بدا أنها اقتنعت بكلامها
طيب وأتعامل معاه إزاي.. هقوله إيه..
ولا تجيبي سيرة البنت دي نهائي.. ولا تفكريه بيها.. ما هو أنت كل ما هتسألي.. كل ما الموضوع ممكن يكبر في دماغه.. اتعاملي عادي.. اضحكي وابتسمي.. وأنا هقوله أنك سامحتيه وقدرت ظروفه... وده من شدة حبك له.. كمان هخليه ياخد أجازة من الشغل الكام يوم اللي جايين دول ويكون معاك في كل حاجة عشان تجهزوا الفيلا بتاعتكم.. ماشي يا رورو..
أومأت ريناد موافقة وقد اتسعت عيناها قليلا وهي تتخيل اللحظة التي تنتهي تلك الأزمة وتعود هي الوحيدة في حياة يزيد..
وبالفعل نفذت ما اتفقت عليه مع سهام بالحرف فضغطت على أعصابها حتى لا تصرخ بوجهه أو تفاتحه بشيء.. كان عقلها ېحترق بكثير من الأسئلة تخشى أن تعرف اجابتها.. أو لعلها تعرفها ولكنها تكذب احساسها..
حاولت قدر استطاعتها التعامل معه بطريقة عادية بل أنها زادت في دلالها وغنجها معه ولكن تلك المرة كان بناء على نصيحة من أمها والتي أوصتها أن تشغل عقله بكل الطرق حتى لا يفكر لحظة في استغلال الزواج الصوري بينه وبين علياء..
كانت قد قررت أن تقوم بذلك بالفعل ولكن ما يقلقها أنه لم يعد يتلقى دلالها وحبها الذي بدأت تظهره له بوضوح بنفس اللهفة والشغف القديم.. بل تشعر أنه يفتعل الانسجام والتفاعل معها.. ولكنه في أحيان أخرى يكون غاية في الرقة والحنان.. لعلها تظلمه فهي لا تنكر أنها أصبحت تنفعل عليه وبشدة.. وتصرخ به بعصبية زائدة.. لأتفه الأسباب.. والآن والزفاف قد أصبح على بعد عدة أيام عادت الهواجس تنتابها من جديد.. ولم تجد لها أذنا لتسمع إلا خالتها سهام.. التي كانت بدورها تفكر بكل الطرق كيف تبعد يزيد عن علياء.. ومعا.. توصلتا لفكرة ماكرة.. وبقي فقط التنفيذ..
تجمدت ملامح عامر وهو يقرأ الكارت الذي قدمته له مديرة مكتبه.. وهي تخبره بأن سيدة في الخارج ترغب في رؤيته..
تأمل حروف اسمها بحنين قاټل.. ولولا وجود مديرة مكتبه لقبل الكارت..
فريدة هنا!.. في مكتبه وتريد رؤيته!.. هل عادت أخيرا.. من ملكت قلبه وهربت به.. تاركة له جزء منها.. ابنتها صبا..
أشار إلى مديرة مكتبه
قولي للمدام تتفضل..
خطت فريدة داخل مكتبه بثقة.. لمحة سريعة جعلته يدرك التغيير الذي حل بها.. بداية من كعبيها الشاهقيين إلى تنورتها القصيرة.. وصولا إلى البلوزة الحريرية ذات الأكمام الطويلة وقد جمعت شعرها الأشقر في ربطة متحفظة خلف عنقها.. لقد تغيرت الفتاة الصيبيانية ذات
السروال الجينز والتيشيرتات القطنية.. وتحولت إلى امرأة ناضجة رائعة قادرة على ايقاف قلبه ۏلعا بها.. لكن ذلك التغيير لم يؤثر على الجاذبية التي تجمعهما معا والتي شعر بها فور دخولها إلى المكتب..
نهض من خلف مكتبه ليرحب بها
أهلا يا فريدة.. حمد لله على السلامة.. اتفضلي..
وضعت فريدة يدها بيده الممدودة ..
له ذلك التأثير عليها.. هي تدرك ذلك ولكن ما يعزيها قليلا أنها تملك نفس التأثير عليه.. ولم يخب ظنها وهي تشعر بإرتجافه خفيفة من جسده..
جلست على المقعد المواجه لمكتبه بينما عاد هو إلى مقعده يسألها بصوت حاول أن يجعله ثابتا
أخبارك إيه.. صبا بتقولي أنك مرتاحة في باريس..
أومأت موافقة
الحمد لله.. فعلا أنا مرتاحة في باريس قوي.. ده غير كمان أن شغلي هناك كويس جدا..
والله!!.. طب كويس.. بس إيه حكاية اللي اسمه غسان ده!.. ده لازق لك في كل حتة..
هزت كتفيها بلامبالاة
عادي.. هو يبقى مدير أعمالي.. مش صبا قالت لك..
أيوه قالت لي.. بس ده مش مبرر أنه يظهر في كل صورة ويكون موجود معاك في كل مكان!
رفعت فريدة حاجبا واحدا وهي تسأله باستمتاع
ياااه.. أنت متابعني للدرجة دي..
أنت ناسية أنك أم بنتي!
لا مش ناسية طبعا.. وعشان كده أنا جيت النهارده..
أنت رجعت مصر خلاص ولا دي زيارة
لا كده ولا كده..
أومال إيه..
يعني.. تقدر تقول شغل.. موضوع معرضي الجاي.. عن المرأة الشرقية.. وهقوم بجولة كده على كام محافظة.. في حاجة معينة في دماغي وعارفة
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 39 صفحات