الخميس 28 نوفمبر 2024

متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى الشاليه الخاص بعائلة يزيد.. بينما هي تمسكت بعنقه لا إراديا خوفا من سقوطها أرضا ولمحته وهو يغلق الباب بكعب قدمه.. ويتوجه بها نحو السلم الداخلي.. فهمست بخفوت
خلاص يا حسن بقى نزلني..
هز رأسه نفيا وهو يلمح تخضب وجنتيها بالاحمرار وهمس بجوار أذنها
لسه ما وصلناش للمحطة الأخيرة!..
شهقت بخجل وأخفضت بصرها لتتأمل حبات الألماس المتراصة في حزام فستانها.. قبل أن تشعر بحسن يهبط بها برقة على الفراش..

رفعت عينيها بخجل لتتلاقى بعينيه التي ترمقها بنظرة حارة وأنامله تتجول على وجهها برقة حتى أمسك بذقنها ليرفع وجهها إليه ويهمس بين أنفاسها
أخيرا.. أخيرا يا منى..
هبط برأسه
فقفزت من الفراش فجأة واقفة على قدميها واتجهت نحو النافذة تثرثر بكلمات بلا معنى
الشاليه موقعه حلو قوي.. على البحر على طول.. و..
تحرك ليقف خلفها مباشرة ويضمها إلى صدره هامسا في أذنها
ما تخافيش..
التفتت لتواجهه وهي تردد بارتباك
أنا.. مش خاېفة.. أنا..
أحاط خصرها بذراعه وهو يسألها بهدوء
ممكن بس نرفع الطرحة..
أومأت موافقة.. فحرك يده ليخلص خصلاتها من الطرحة الطويلة.. ومرر أنامله باستمتاع في شعرها فشعر برجفتها الخفيفة بين ذراعيه..
برضوه خاېفة!!.. لا.. أنا لازم أطمنك على الآخر!!..
همس بتلك الكلمات أمام ثم أخذهما عبر بها عن حبه وشوقه وتملكه لحبيبته ومليكة قلبه منذ الأزل..
منى...
بحبك يا حسن..
هتف حسن بفرحة وحملها بسرعة ليتوجه بها نحو الفراش.. ليبدأ تعليمها.. أبجديات الحب.. هاتفا بعبث
دلوقت بقى نبدأ أول دروس.. من حبيبك وجوزك حسن العدوي..
أوصل مازن نيرة إلى مزرعة الغمرواي ووجدا علياء بانتظارهما بعدما اتصل بها مازن ليخبرها بقدومهما..
نزلت نيرة من السيارة بسرعة بدون أن تنتظر مازن ليفتح لها.. وألقت بنفسها بين ذراعي علياء التي تفاجاءت من تصرفها.. فرغم طول فترة صداقتهما إلا أن نيرة لم تبادر بتصرف مثل ذلك أبدا..
سألت علياء بقلق
حصل إيه يا نيرة.. هي الحف...
قاطع مازن كلماتها بسرعة
هسيبك مع عليا.. ما يصحش أدخل في وقت متأخر زي دا.. وزي ما اتفقنا.. هكلم والدك ونحدد ميعاد الفرح..
سكنت نيرة بين ذراعي علياء التي رمقت مازن بذهول.. وهي تردد في بلاهة
فرح مين!!
هم مازن بالاجابة ولكن سبقته نيرة عندما نزعت نفسها من بين ذراعي علياء وتوجهت لداخل الفيلا
وتهتف من خلف كتفها
فرحي أنا ومازن..
ثم التفتت له بغيظ
عايزة فرح ولا ليالي ألف ليلة.. مش عايزة أسمع همسة علي من أي واحدة مريضة..
ثم تحركت مسرعة لتختفي من أمام أعينهما تاركة علياء غارقة في ذهولها.. بينما تحرك مازن نحو سيارته وقبل أن يدخلها سأل علياء بتهذيب
عليا.. ممكن أطلب منك تطمنيني عليها.. أنا عارف أنها مش هترد على تليفوناتي..
بس.. إيه اللي حصل..
اللي حصل يخصها لوحدها.. وهي أكيد هتحكي لك عنه.. بس لما تهدى.. قولي لها بس أنه فرحنا هيكون بعد شهر بالكتير.. تصبحي على خير..
حركة خفيفة على وجنة منى كانت سببا في إفاقتها من نومها.. فحركت يدها لتبعد ما يزعجها.. ولكن تلك الحركة استمرت بإلحاح أكبر.. فبدأت تستيقظ بالفعل لتتذكر أن الليلة السابقة كانت ليلة زفافها وأن الذي يجاورها بالفراش الآن..هو حسن.. زوجها..
فتحت عين واحدة لتلمحه يراقبها باستمتاع فأغلقتها سريعا.. ثم عادت تفتح عينها الأخرى لتفاجئ بقبلة ناعمة على جفنها المغلق.. فهتفت بعفوية
بلاش تبوسني في عينيه..
قهقه ضاحكا وهو يقلد عبد الوهاب
دي البوسه في العين تفرق..
ابتسمت بدورها وهي تضع أناملها على شفتيه
ربنا ما يجيب فراق..
تحرك ليضمها لصدره وهو يهمس عابثا
وبعد وقت طويل كانت منى تجلس في شرفة الشاليه لتتناول غذاء متأخرا مع حسن.. وتراقب غروب الشمس.. تمسك بيدها الوردة التي كان يوقظها بها حسن صباحا.. وسمعته يخبرها ضاحكا
يزيد مالي البيت أكل.. وجايب لنا وردة واحدة بس.. رومانسي قوي الواد ده!..
ابتسمت منى برقة
بس الجنينة كلها ورد.. حلوة قوي..
قرب مقعده منها وهو يمسك يدها ويقبلها.. برقة
إن شاء الله هيكون عندك جنينة زيها وأحلى منها كمان.. أنا عندي كام منى..
أخفضت منى عينيها بخجل ليهتف هو
يووووووه على الكسوف ده.. ايه رأيك أعطيك درس تاني من دروس حسن يمكن الكسوف يخف شويه..
ضحكت برقة.. واللون يتدافع إلى وجنتيها بسرعة
شديدة.. فنهض حسن ممسكا بيدها
طيب خلاص.. نأجل الدرس شويه.. تحبي نتمشى على البحر..
هزت رأسها نفيا وهي تخبره بخجل
عايزة أرقص معاك رقصة سلو.. زي الأفلام.. بس أنت اللي هتعلمني..
ابتسم حسن بسعادة وهو يشاكسها
وماله.. آهي كلها دروس..
تحرك ليبحث بين مجموعة الأغاني التي يحتفظ بها يزيد.. ليجدها تقف بجواره
عايزة أغنية.. باعترف..
من عينيه..
أدار الأغنية.. وضمھا إلى صدره ليغيبا سويا مع كلمات الأغنية وكل منهما يهمس بها للآخر..
جلس يزيد خلف مقود سيارته في شرود.. يتساءل بداخله عما دفعه للقيام بتلك الرحلة الحمقاء.. هل يرغب برؤيتها حقا.. ولماذا.. ماذا سيستفيد برؤيته لها.. والأهم هل يضمن سيطرته على مشاعره إذا رآها..
رفع بصره إلى الشرفة البعيدة والمضيئة.. يعلم أنها مازالت مستيقظة وأن نيرة ستكون برفقتها بالطبع.. ربما هذا ما شجعه على المجئ.. أنه لن ينفرد بها.. فقط سيراها ويروي عطش عينيه بزرقة عينيها وتلك النظرة التي تحتويه بها وتصرخ بحبها له..
يدرك أنها أنانية منه.. بل أنه يستحق لقب الوغد الأكبر في الكون.. فما يفعله بها وما يرسله لها من رسائل متناقضة تقلب كيانها وتجعلها غير مدركة لمشاعره المتقلبة نحوها لهو أكبر خطيئة قد يرتكبها على الإطلاق.. ولكنه عاجز عن فعل أي شيء سوى رؤيتها.. وإشباع روحه قبل عينيه بنظرة الحب في عينيها...
لقد مر بأسبوع كالچحيم.. فبعد ما مضى الأسبوع الأول من ابتعاده عنها بهدوء وهنأ نفسه على حسن اختياره لقرار البعد.. إلا أن مع مرور الوقت وزيادة شعوره بالاشتياق لها جعله كالقنبلة الموقوتة يخشى جميع من حوله أن ټنفجر به في أي لحظة.. فأعصابة مشدودة على الدوام.. صوته عال على الجميع.. حتى ريناد نفسها لم تسلم من إحدى نوبات غضبه.. والده يرمقه بنظرة مفكرة بينما والدته تظن أن ما به توتر ما قبل الزفاف حتى أنها سخرت منه يوما قائلة
إيه يا يزيد.. أنا أعرف أن العروسة هي اللي بتكون قلقانة ومتوترة مش العريس..
لم يجد يومها ما يجبها به سوى تبرير واه حول رغبته في الإنتهاء من العمل حتى يستطيع القيام بإجازة شهر عسله بارتياح..
وبعد عدة ثورات أخرى في العمل اقترح والده عليه ببساطة أن يبدأ إجازته مبكرا حتى تهدأ أعصابه قليلا ولكنه رفض بقوة.. وحاول قدر استطاعته التحكم بنوبات غضبه والسيطرة على ثوراته المتعددة وكان ذلك سببا إضافيا في الضغط على أعصابه التي تحترق من الأساس..
لذا فقد أخذ قراره.. متخذا من وجود بعض الأوراق الهامة بخزينة مكتب والده بالمزرعة كعذر واه للحضور إلى المزرعة لإحضار الأوراق ظاهريا ومن داخله كان يتمنى أن يراها ولو من بعيد.. فقط يلمحها.. مرة.. مرة واحدة..
عاد يرفع عينيه إلى الشرفة المضاءة ليلمحها تتحرك بها.. وشعر للحظة وكأنها تتجمد وهي تلمح سيارته قرب البوابة المعدنية الكبيرة.. ثم الټفت لتدخل حجرتها بسرعة..
صاړخة بذهول
نيرة.. بيتهيألي عربية يزيد بره!!..
زفرت نيرة بنفاذ صبر وهي تتصفح إحدى دفاتر الرسم الخاصة بعلياء
وبعدين يا علياء.. هو كل ليلة الموال ده.. أسبوع من يوم ما جيت وأنت أي عربية تعدي جنب المزرعة تقومي تجري وتقولي أنك حاسة أنه سي يزيد.. خلاص.. لازم تنسيه.. جوازه مش باقي عليه إلا أسبوعين.. وريناد بتوزع الدعوات فعلا..
أخفضت علياء وجهها أرضا في حزن
خلاص يا نيرة.. مش لازم تفكريني كل شويه..
تحركت نيرة وتركت الدفتر ليسقط من يدها وتمسكت بكتفي علياء بقوة
أنا بفكرك عشان تكوني أقوى.. عشان ما تضعفيش.. لازم تجهزي نفسك ليوم فرحه.. وعقلك هو اللي يكون له التصرف.. ما تخليش حد يشمت فيكي.. فاهماني..
قالت جملتها الأخيرة وكأنها تذكر بها نفسها..
أومأت علياء في حزن
هو أنا أقدر أعمل حاجة غير كده..
تركت نيرة كتفي علياء والتفتت لتجلس على أحد المقاعد المريحة.. هاتفة بغيظ
أيوه تقدري.. تقدري.. تنس...
قطعت كلماتها عندما لمحت الصفحة التي فتح عليها دفتر الرسم ووجه يزيد يطالعها بملامح.. غامضة.. وعينيه تلتمع بهما نظرة توق ممزوجة بنظرة رغبة واضحة.. فانحنت لتلتقط الدفتر وسألت علياء پخوف
عليا.. أنت رسمت الصورة دي ليزيد امتى..
رفعت علياء لها عينين تحتبس بهما الدموع وهي تتساءل بدورها
هاه.. أي صورة..
حركت نيرة الدفتر أمام علياء لتواجهها عيني يزيد تتألق بهما النظرة التي تلازمه مؤخرا كلما نظر إليها.. فهزت كتفيها بمعنى لا أدري.. فعادت نيرة لتسألها بإلحاح
هو فعلا بيبص لك بالطريقة دي.. ولا دي مجرد لوحة...
ابتلعت علياء ريقها بارتباك وهي ترد على السؤال بسؤال
مش فاهمة قصدك إيه يا نيرة.. وهي هتفرق في إيه يعني..
قبل أن ترد عليها نيرة دوي صوت إغلاق الباب الخارجي للفيلا.. فقفزت علياء بسعادة واختفت علامات الحزن من ملامحها في ثوان وهي تصيح أثناء خروجها من غرفتها
الباب.. سمعت الباب.. يبقى أكيد يزيد..
وانطلقت تعدو تاركة خلفها نيرة فاغرة فمها بذهول لسرعة تبدل حال صديقتها إلا أنها أجبرت نفسها على التحرك خلفها بسرعة.. فبعد رؤيتها لنظرة عيني يزيد في اللوحة.. لن تأمن أبدا وجوده منفردا مع علياء.. فخرجت وهي تتمتم في ڠضب..
لو نظرة
عينيه دي حقيقية.. يبقى مش لازم ينفرد بعليا لوحدهم أبدا..
وصلت علياء إلى الطابق الأسفل من الفيلا بينما كان يزيد على وشك الدخول إلى غرفة المكتب.. فهتفت بحنين
يزيد..
تجمد يزيد لحظة أن سمع صوتها واشتدت يده على مقبض الباب وهو يحاول التحكم في جسده الذي انتفض بقوة لسماع صوتها.. فبرغم أنه حضر خصيصا لرؤيتها والتمتع بنظرة الحب في عينيها إلا أنه خشي للحظة أن يلتفت لها ليجد أن تلك النظرة اختفت.. أو الأصعب أن يجدها تحتويه بحبها فيعجز عن الابتعاد عنها بدون أن يروي ظمأه منها..
عاد صوتها يناديه بتردد
يزيد..
الټفت لها ببطء لتواجهه نظراتها المشعة وقد تناثر شعرها حولها وتضرجت وجنتيها باللون الوردي الجميل وتعالى صوت تنفسها بفعل نزولها الدرج بسرعة شديدة لملاقته..
فتن بطلتها كالمعتاد وتحرك نحوها كالمنوم مغناطيسيا.. عندما دوى صوت نيرة لينزل عليه كدش بارد يفيقه من هذيانه
حمد لله على السلامة يا يزيد.. الوقت متأخر.. كنت محتاج حاجة ضروري ولا إيه..
التفتت علياء لنيرة التي وقفت في منتصف السلم وهي تضع يدها بخصرها وتنظر ليزيد بتحفز.. ففسرت علياء نظراتها تلك بڠضبها من دور يزيد في فسخ خطبتها من حسن.. بينما أدرك يزيد نظرات التحذير التي تلتمع في عيني نيرة بسهولة فغمغم بسرعة
كان في ورق مهم في المكتب هنا.. ومحتاجينه ضروري..
وتحرك بسرعة ليدخل غرفة المكتب ويغلق الباب خلفه.. بينما جذبت نيرة علياء الهائمة من يدها پعنف واصطحبتها إلى غرفتها بالطابق العلوي.. وأغلقت الباب خلفهما بقوة والتفتت لتصيح بها
عليا.. إيه حدود علاقتك بيزيد..
تلعثمت علياء وهي تجبها
مش.. أنت اللي قلت لي أقرب منه و..
قاطعتها نيرة پغضب
ايوه.. أنا قلت كده.. بس كنت فاكرة أنك فاهمة قصدي.. أنك تقربي
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات