السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ونس بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 16 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


أخويه حداد وخطاب لكن كلمتها كانت فوق كلمات زوجاتهم ولم يجرء أحد على الإعتراض خاصه وأن سراج كان يدعمها في كل ذلك
هل حان وقت استسلامها أم حانت لحظة الحقيقة
يجلس في غرفته وسط كل ذلك الدمار الذي طال
كل شيء بها يلهث من شدة غضبه عينيه شديدة الحمره والعرق يغرق جبينه ملابسه غير مهندمه وكأنه خارج الأن من مشاجره كبيرة فمن يراه الأن لن يقول عليه أبدا أنه طارق الصواف إبن الأكابر وكان عقله شارد وعيونه ثابته على شيء وهمي بها ڠضب إذا تركه لأحرق ذلك القصر بكل ساكنيه وطالت نيرانه كل شيء مرت دقائق أخرى ليبدء يضحك بصوت عالي يضحك پهستيريا وكأنه حصل على جائزه كبيره لم يتوقع حصوله عليها ضحك وضحك وضحك ثم بدء يهمس لنفسه قائلا بعد كل إللي عملته ده معقول تكون دي النهاية معقول

ليضحك من جديد بصوت عالي وهو يمسك ذلك الإطار الذي يحمي صورة العائلة بأكملها ووضع أصبعه على صورة نرمين وهو يقول يعني بعد ما أخدت منك برائتك وعملت فيها الشهم إللي هيتحمل أن يتجوز واحده  قدام العيله كلها تفلتي من إيدي وتفكري تقولي ليا أنا لأ هو أنت فاكره إني هسكت لا ياحلوه لا يا نيمو اللعبه لسه مخلصتش وزي ما أخدتك وأنت عينك في عيني هخليكي تيجي تتوسلي ليا علشان أقبل بيكي والكارت الأخير في أيدي والضربه هتكون على الكل
ظل يتأمل صورتها لعدة ثوان ثم حول نظره إلى صورة أديم وهو يقول پغضب وغل أنت بقى المۏت فيك حلال وإللي هعمله فيك ده تخليص الدين القديم لكن الدين الجديد أصبر عليا فيه هخده وأخد الحق حرفه يا أديم يا أبن عمي
ظل ينظر إلى
الصورة والوجه وأبتسامة سخريه تزين شفتيه وفي لحظه خاطفه ألقي بالإطار إلى الحائط المقابل له ليتهشم بالكامل وتناثر زجاجه في كل مكان حتى أن إحدى القطع الصغيره جرحت وجنته ليبتسم وهو يرفع سبابته يمسح قطرات الډماء ببرود ثم وقف مقررا أن يأخذ قسط من الراحه حتى يستعد للمرحلة الجديدة ليرفع الغطاء بكل ما عليه من أشياء مكسره وألقاه أرضا ثم ألقى بنفسه فوق السرير وأغمض عينيه ونام
قبالة الفجر وصل حاتم وسالي إلى العاصمة لكنه وقبل أن يغادر المطار وقف أمامها وقال أحنا مش هينفع نرجع القصر دلوقتي أيه رأيك يا نروح عند أديم أو ننزل في أوتيل لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل النهاردة في الشركة
لفت ذراعها حول ذراعه وقالت وهي تريح رأسها على أطراف كتفه يبقى في أوتيل أحسن أنا محتاجه أنام شوية
ربت على كفها بكفه الحر ودفع العربه التي تحمل الحقائب حتى خرجوا من المطار ليشير لأحدى السيارات وأملاه أسم الفندق كل ذلك وهي تستند عليه براحه كبيره من داخلها تشعر بالخۏف مما سيحدث في المؤسسه لكن وجوده يشعرها بأمان لم تشعر به من قبل لم تكن يوما غير عابئه بأمها وحزنها أو ڠضبها هل لأنها الأن تعلم حقيقتها أم لوجوده وحبه والثقه التي يستحقها دون لحظه تفكير فهي معه من الأن وإلى الأبد ولن تخذله مره أخرى مهما حدث ومهما كان الثمن خاصه وأن الحق معه ورغم الإرهاق كان يشعر بالسعادة أن حركتها البسيطه هذه تجعل قلبه ينتفخ بسعادة لا يستطيع وصفها ويشعر أنه أصبح يملك الكون وما عليه ليجد يده دون إيراده منه تربت على كفها المستريح على ساقه والإبتسامه تملئ وجهه الرجولي الوسيم
في الصباح الباكر وقبل موعدها بنصف ساعه كانت تقف أمام الباب أفكارها الشيطانيه صورت لها آلاف الصور ورسمت لها الكثير من الفرص التي ستتاح لها إذا حضرت الأن ومن أهمهم ما حضرت من أجله وسوف تنفذه وستكون الخطوه الأهم وأخرجت المفتاح وفتحت الباب وحين دخلت ظلت واقفه في مكانها تنظر لذلك الممدد على الأريكة بشكل غير مريح شعره مشعث ووجهه مسترخي ينام على بطنه وإحدى ذراعيه مستريحه على الأرض أغلقت الباب بهدوء شديد وتقدمت عدة خطوات حتى أصبحت ترى وجهه بوضوح كما الأطفال الصغار لتبتسم أبتسامة صغيرة أختفت حين سمعت صوت من الداخل وتذكرت نرمين لتدلف إلى المطبخ وبدأت في إعداد الفطور وكانت أيضا تستعد لأستجواب من نوع خاص من نرمين لكنها لن تهتم ستكون هادئه كعادتها وتجيب بهدوء أنها أتت حتى تباشر عملها كالعاده خرجت من المطبخ تحمل بين يديها صحون الطعام لتجده قد أستيقظ ويجلس لكنه يضع رأسه بين كفيه لتقترب منه ليلاحظ حذائها أمام عينيه ليرفع عيونه لها وأبتسم تلقائيا وهو يقول أنت جيتي أمتى
من نص ساعه
أجابته بخجل حقيقي ليبتسم وهو يتذكر حاله حين أستيقظ ليداعب خصلات شعره بأطراف أصابعه كطفل مشاغب يقف أمام والدته التي توبخه لتقول هي بهدوء أنا جهزت الفطار
أومأ بنعم وقال بهمس تسلم أيدك
أبتسمت وغادرت عائده إلى المطبخ ليقف هو حتى يذهب إلى غرفته وطرق في طريقه على باب غرفة أخته ليسمع صوتها فقال من خلف الباب أستعدي الفطار جهز
ودلف سريعا إلى غرفته أخذ حمام وأبدل ملابسه بملابس كلاسيكيه تجعل هيئته ټخطف الأنفاس لمن يراه فكم هو وسيم بشكل يؤلم القلب ظلت تتأمله
من عند باب المطبخ حتى أنه لاحظ ذلك لكنه لم يظهر لها أنه يلاحظ وجودها أصلا حتى يظل يستمتع بتلك اللحظه التي تتئمله فيها دون خجل لكن لنرمين رأي أخر حين خرجت من غرفتها لتتحرك ونس سريعا تضع الأطباق على الطاوله وقالت بهدوء وأدب هدخل أرتب الأوض على ما تفطروا ألف هنا
وغادرت دون أن تنتظر لسماع أي رد كانت نرمين تنظر إليهم بضيق ما هذه الوقاحه أبعد ما حدث بالأمس تأتي اليوم وكأن شيء لم يكن وكأنها لم تستمع لاعتراف أديم الصواف بحبه لها نظرت لأخيها الذي كان ينظر في أثر ونس بعشق لتقول من بين أسنانها صباح الخير يا أبيه مستعد للي هيحصل النهاردة
أختفت الإبتسامه عن وجهه وجلس على رأس
الطاوله وهو يتمتم بصباح الخير لكن من داخله يشعر بڼار حارقه تلتهم قلبه ڼار الصدمه وڼار الحب الذي لا يستطيع الإستمتاع به خاصه والأمل بداخله قد أزداد حين رأها في بيته من جديد بعد ما حدث بالأمس فقط كان يلوم نفسه على تسرعه في أخبارها بما داخل قلبه وغامر بخسارة رؤيتها كل يوم لكن الأن يشعر أن الحب متبادل بينهم لكن أولا ينتهي مما عليه فعله وحينها ستصبح له إلى الأبد
صمته جعل نرمين تشعر بالڠضب من تلك الفتاة ولكنها لن تسمح أبدا بأي شيء من هذا سوف تجعلها تعرف مكانتها جيدا وترحل دون عوده ولكن ليمر اليوم بسلام ولكل حاډث حديث
أغلقت باب الغرفة خلفها وهي تأخذ نفس عميق فعطره يملئ الغرفة بشكل يأسر القلب لكن عليها أن تتحرك سريعا أخرجت ذلك الشيء الصغير من جيب بنطالها وأقتربت من الجاكت الخاص بأديم وفي الجيب الداخلي للجاكت وضعت ذلك الشيء وثبتته جيدا ثم همست ببعض كلمات وأخرجت هاتفها وفتحت إحدى التطبيقات ووضعته على أذنها تستمع إلى صوتها الذي يصل إليها بوضوح برغم أنها كانت تتحدث بهمس لتأخذ نفس أخر براحه وهي تعيد الجاكيت إلى مكانه وبدأت في ترتيب الغرفة بالفعل
وقفت عند باب المطبخ تنظر إليه وهو يرتدي الجاكت يستمع إلى صوت أبن عمه الذي يخرج من مكبر الصوت الخاص بهاتف نرمين يخبره أنه خلال دقائق سيكون في الطريق إلى الشركة ليتحدث معه في بعض الأمور ثم أغلق الهاتف ورفع عينيه ينظر إليها بأبتسامة رقيقه لم تستطع أن تبادله إياها حتى ولو بالكذب فهي كانت منشغله في تأمل ملامحه وحفظها في عقلها وقلبها ونقشها فوق عيونها فهذه المره الأخيرة التي ستراه فيها لقد أنتهت مهمتها وقامت بما عليها فعله ومؤكد حين يكتشف الأمر لن يريد رؤية وجهها من جديد كان من داخله يفكر أنها قلقه من أجله عليه أن يطمئنها لكن أخته التي تقف بجانبه تكتف ذراعيها أسفل صدرها بضيق ليشير لأخته حتى تتحرك معه في إتجاه الباب وقبل أن يغلق الباب رفع هاتفه وحركه بحركه خفيفه وهو يهمس دون صوت هكلمك
وأغلق الباب لتزفر في محاوله لتهدء من ضربات قلبها التي تكاد تصم إذنها من قوتها وتؤلم صدرها بسبب سرعتها أنتفضت حين سمعت صوت رنين هاتفها لتنظر إلى الأسم لتنفخ الهواء حتى تهدء وحين أستقبلت المكالمه وصلها صوته يقول متقلقيش عليا أنا متعود على مشاكل العيله وهقدر أحلها وهرجع لك علشان نكمل كلام إمبارح بحبك يا ونس بحبك يا ونسي في الحياة
وأغلق الهاتف لتنحدر تلك الدمعه من عينيها وهي تأخذ حقيبتها وتغادر للمره الأخيره فهي لن تعود من جديد 
وأسفل البنايه كانت تنظر إليها پألم وحسره لكنها فتحت هاتفها وفتحت تطبيق الرسائل وأرسلت رساله لرقم غير مسجل من كلمه واحده تمت وأغلقت الهاتف وبخطوات واسعه تحركت في إتجاه شارع جانبي حتى وقفت أمام سيارة فارهه فتحتها وجلست في مقعد السائق وبكل ما تحمل بداخلها من تناقضات من خوف وحزن وسعاده وأنتصار وخساره فادحه ضغطت على البنزين لتنتطلق بسرعه كبيرة جعلت كل من بالشارع ينظر إليها بأندهاش
تجلس في سيارتها منذ الصباح الباكر فلم تغلق عينيها سوا ساعه واحده من كثرة الخۏف والقلق تتوقع أن يدخل طارق إلى غرفتها في أي لحظه حتى ينتقم منها بعد أن ډمرت له مخططه الأخير
ظلت في السيارة حتى أصبحت الساعه الثامنه عليها الأن أن تتحرك وتذهب إلى عملها فاليوم هو الأول لها وفي جميع الأحوال إذا لم يجد لها فيصل مكان مناسب للسكن فيه خاصه وأن الوقت ضيق جدا فهي حدثته بالأمس فقط وكان الوقت قد تأخر كثيرا فهي سوف تذهب إلى إحدى الفنادق المعروفه وتحجز غرفه هناك حتى تجد ما تريد وما يناسبها شغلت محرك السيارة وتوجهت إلى مقر عملها أوقفت السيارة في المرأب الخاص بالمبنى وترجلت من السيارة بعد أن أخذت حقيبة يدها من على الكرسي المجاور وأغلقت السيارة وبرشاقه ورزانه سارت بخطوات واثقه هي جزء لا يتجزء من شخصيتها نحو المصعد وحين وصلت إلى الدور المطلوب سارت
في إتجاه الباب بهدوء وبداخلها بدء يرتجف فرهبه أول يوم
عمل مع تركها لبيت العائله لهو أمر صعب ويجعلها تشعر من داخلها ببعض الخۏف والتوتر الذي بدء يسيطر عليها خاصه وهي ترى أمامها المكتب الذي كان بالأمس خاليا تماما الأن به موظفة أستقبال لبقه وهناك أيضا حارس أمن يجلس عند الباب من الخارج وهناك عامل بوفيه يسير في رواق المكتب يحمل أكواب القهوة وأصوات
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 37 صفحات