السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ونس بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 12 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


الشركة الكبيرة والتي كتبت بخط عربي زخرفي مميز شعرت ببعض التوتر لكنها شجعت نفسها أن ما تقوم به هو الصحيح لابد أن تكسر دائرة الضحېة التي تعيش فيها بخطوات ثابته أقتربت همن الباب ليزداد إحساسها بالتوتر والقلق حين وجدت المكان خالي البهو الكبير خالي من أي شخص هل تأخرت وخسړت الفرصة لوت فمها بحزن لكن صوت حركة في الداخل جعلها تنتبه وتراقب ذلك الخيال الذي يقترب على الأرض الرخاميه حتى ظهر أمامها شاب أسمر البشرة بعيون حاده ينظر إليها بتفحص لتأخذ نفس عميق ثم قالت بثقه أنا جايه علشان مقابلة الشغل

أقترب خطوتان وهو يقول بهدوء رغم إنك جايه متأخره لكن أتفضلي
رفعت حاجبها بتعالي وغرور يجري في دماء عائلة الصواف دون إيرادتهم وأقتربت من مكان وقوفه قائلة وهي تمد يدها أمامه كاميليا حداد
فيصل زيدان
قدم نفسه في نفس اللحظة التي وضع يده في يديها وأكمل قائلا صاحب الشركة
ثم أشار لها على المكتب المفتوح والذي يحمل لوحه عليها كلمة المدير لتسير أمامه بثقه وثبات ليدلف خلفها وبداخله إحساس غريب وكأنه قابلها قبل اليوم جلس خلف مكتبه بعد أن أشار لها بالجلوس وقال بهدوء وأنت جايه تقدمي على أنهى وظيفه من المطلوبه
مترجمة
أجابته بهدوء وهي تمد يدها ببعض الأوراق لينظر إليهم باندهاش من يرى ثقتها في نفسها وغرورها الواضح في كل حركه منها يقول إن معها خبره وشهادات متنوعه وليس شهادة التخرج فقط رفع عيونه لها وقال مشتغلتيش قبل
ده حقيقي لأني مكنتش محتاجة الشغل في وقتها ولا كان تفكيري مهتم أصلا بمسألة الشغل
وأيه اللي غير أفكارك
سألها بفضول لتقول بصدق كنت معتمدة على عيلتي والأفكار القديمة بأن بنات العائلات الكبيرة مينفعش يشتغلوا وكل تفكيري كان منحصر في الزواج والحياة الحلوة المرفهة إللي هعيشها مع جوزي المستقبلي
لمست شيء ما بداخله عقدة قديمة ربما أو
جعلته يصدق ما كان يعتقده إحتمال لكنه قال وقد أتخذ قراره ومعاكي كام لغه بقى على كده
أبتسمت بثقه وهي تقول إنجليزي وفرنساوي وألماني وتركي وأسباني وحاليا بتعلم عبري عن طريق كورسات أونلاين 
لتتسع ابتسامته وهو يقول بسعادة أهلا بيكي يا أستاذه كاميليا معانا في الشركة
لتبتسم هي الأخرى بسعادة لكنه أكمل كلماته قائلا الشركة لسه في مرحله التأسيس يعني حضرتك المترجمة الوحيدة للشركه بشكل مبدئي
ان شاء الله هكون عند حسن ظنك
قالتها بثقه لا يفهم سببها ولا يفهم سبب موافقته من الأساس عليها لكن من داخله يشعر أن هناك شيء خاص بها شيء يذكره بمن ملكت قلبه لكنها بعيدة بعد السماء عن الأرض
طرقات على باب غرفته يعرف صاحبتها تجعل قلبه يتراقص مع تلك الطرقات بسعادة وبصوت هادىء سمح لها بالدخول وقفت أمامه تبتسم تلك الإبتسامة الحلوه التي تجعل السماء تشرق بشمس لامعه ونجوم ساطعه وتتفتح الأزهار في صحراء قلبه القاحلة وقالت بأدب وخجل كنت عايزة أستأذن حضرتك أنظف أوضة المكتب
قطب جبينه بحيرة وقال باندهاش هو أنت ليه بتستأذني قبل ما تعملي
أي حاجة
أخفضت رأسها وقالت بخجل طبعا لازم أستأذن يمكن حضرتك تكون مش عايزني أدخل المكتب أو في ورق مهم أو حاجات مينفعش الخدم يشوفوها 
خدم
ردد خلفها بضيق لترفع عيونها تنظر إليه بابتسامة حزينة وقالت حضرتك تسمحلي أنظف المكتب ولا لأ
ظل صامت ينظر إليها بتفحص ثم قال بهدوء قدر إستطاعته البيت كله تحت أمرك يا ونس وأنت المسؤله عنه
ثم صمت ثوان لتبتسم عينيه وأكمل قائلا أنا بثق فيكي
للحظة شعرت بالندم لما تنتوى فعله لكن عادت تفكر مره أخرى فيما ينتظرها بعد إتمام المهمه فقالت بابتسامة خجولة أصبحت تتقنها ثقه حضرتك دي فوق راسي وهتلاقيني تحت أمرك ديما وعند حسن ظنك
أومأ بنعم مع إبتسامة مشجعه لتغادر الغرفة سعيدة بتلك الخطوه تاركه خلفها قلب تعلق بها يرسم بداخله أحلام كثيرة ويشحذ كل طاقته لحرب قوية وكبيرة سوف يخوضها من أجلها
يجلس أمامها يشعر بالصدمة هل ما سمعه الأن حقيقي بدون أي مجهود منه يحصل على كل هذا نظر إلى شاهيناز التي تجلس مع المحامي الخاص بمؤسسة الصواف تخبره بقرارتها الجديدة في نفس اللحظة التي عادت فيها كاميليا من الخارج تقف تشاهد ما يحدث بالتوكيل إللي معايا عايزين نحول إسهم سالي ونرمين لطارق والأسهم بتاعتي كمان
ثم نظرت إلى كاميليا وقالت بأمر غير قابل للنقاش وكاميليا كمان وعايزه دعوة جمعية عمومية سريعه علشان نعين مدير جديد لمؤسسة الصواف
خيم الصمت على الجميع حتى قال المحامي بتوضيح المؤسسة كانت شړاكه بين الأخوات الثلاثه السيد سراج والسيد حداد والسيد خطاب وبعد وافتهم تم توزيع نسب الأسهم لكل واحد فيهم على حسب الورثه وعلى حسب نسبة كل أخ كمان أنا حبيت أوضح النقطة دي علشان في إجتماع الجمعية العمومية ميحصلش لبس في الموضوع
أومأت شاهينار لكن طارق كان في عالم آخر يحلم بما سيحدث ويتخيل هيئة أديم حين يعلم بكل هذا أخذ نفس عميق وأعتدل في جلسته على الكرسي متخيل لحظة جلوسة على كرسي مكتب رئيس مجموعة الصواف
دلفت إلى غرفة المكتب وبداخلها مشاعر مختلطه هل ستنتهي مهمتها وتحقق ما تريد هل ستجد ما تبحث عنه إبتسمت بسعادة وهي تغلق الباب خلفها وهي تضع أدوات التنظيف خلفه مباشرة حتى يعيق دخول أي شخص عليها لبضع ثوان تستطيع فيهم أخفاء ما تفعله وبشكل مباشر بدأت في البحث على ما تريد بدأت بأدراج ورفوف المكتبة وبين الكتب ثم أنتقلت إلى المكتب وتلك الملفات الموجودة على سطحه ومع كل درج لا تجد فيه مبتغاها تشعر بالإحباط لكنها أستمرت في البحث عين على الباب وعين تبحث فيما أمامها فتحت الدرج الأخير وأخرجت منه تلك الأوراق والإحباط يتملكها أنها لم تصل لشيء حتى الأن وتشعر بحركه بالخارج وتخشى أن يدلف أديم أو نرمين قبل أن تصل لما تريد دقائق مرت وهي تبحث بعينيها بين الأوراق حتى وقعت عيونها على ذلك الملف لتبتسم بسعادة وهي تخرج الأوراق من الملف تطويها وتضعها في جيب بنطالها الخلفي ثم وبسرعة كبيرة أعادت كل شيء لمكانه وبدأت في التنظيف بالفعل لكن عقلها بدء بالفعل
برسم صور مختلفة عما يسعده وما حضرت هنا من أجله صوره لأديم حين يكتشف حقيقتها وما قامت به وما سيحدث منذ تلك اللحظة هل ما تريد تحقيقه يستحق أن تصبح خائڼه في عينيه ويستحق ذلك الچرح التي سوف تسببه له خاصة وهي شعرت بأختلافه عن تلك الصوره المعروفه عن عائلته خاصة وهي تشعر بأنجذابه لها نفخت بضيق لكنها نفضت عن عقلها تلك الأفكار وهي تعيد على نفسها أهدافها وأحلامها التي ظلت لأيام وأيام تحلم بها وتخطط لها لترتسم على ملامحها معالم الإصرار والتحدي وبخطوات سريعه دارت في الغرفة حتى تنهي تنظيفها حتى ترحل من ذلك البيت وإلى الأبد
تقف عند مقدمة المركب تنظر إلى المياه الصافيه أمامها والهواء يداعب خصلات شعرها الذهبي فيصنع منها هاله جذابه أمام عينيه العاشقة لم يستطع أن يظل بعيد عنها أكثر من ذلك أنهى حديثه مع قبطان المركب وأقترب منها بهدوء لكنه حين وقف خلفها قال ببعض المرح مازحا حبيبتي روز أوعي ترمي نفسك من هنا أنا ما صدقت لقيتك ومش عايز أموت دلوقتي لسه مشبعتش منك
ألتفتت تنظر إليه وارتسمت إبتسامة مشاغبة تشبه إبتسامته وقالت بمرح مشابه متقلقش يا چاك أنا كمان ما صدقت لقيتك ومش هقدر أبعد عنك
حاوط كتفيها بذراعه ووقفا الأثنان ينظران إلى ذلك المنظر البديع أمام عيونهم ليقول حاتم من جديد عارفه يا سالي إني حلمت بكل لحظة معاكي هتكون إزاي كنت بفضل بالساعات أفكر فيكي وأوقات كتير مكنتش بقدر أنام من شوقي ليكي كان عندي أحلام كتير أوي نفسي أحققها معاكي
وصمت لثواني ثم أكمل بمشاغبة خاصه وهو يغمز لها ومنهم إننا نعمل زي جاك وروز في مشهد العربية
وضحك بصوت عالي حين لاحظ صډمتها لكنه بعد أن هدأت ضحكاته قال بصدق حقيقي يا
سالي حلمت كتير بقربك وإني أعيش سعيد جوه قلبك وأحس بحبك ليا وأملك العالم بأمتلاكي ليكي وأمتلاك قلبك أنت حلم المراهقه والشباب وطموح راجل بيحبك بكل خليه فيه وكل نفس خارج من صدري بيردد أسمك وكل دقه في قلبي بتقول بحبك
أقتربت منه وحاوطت وجه بيديها وهي تقول بصدق والدموع في عينيها تشهد على كلماتها حاتم أنا هفضل طول عمري أعتذر لك وأعتذر لنفسي على عدم أحساسي بيك أعتذر على عمايا وسطحيتي على قصر نظري وعدم نضجي أنا أسفة يا حاتم أسفه يا حبيبي
 يا سالي أنا قدام كلمه حبيبي دي أنا أبيع عمري كله وأسلمك قلبي من غير قيد ولا شرط
قال بصدق وهو يحاوطها بذراعيه وهي تهمس له بكلمات الحب والاعتذار لكنه أبتسم بشقاوة وبحركه سريعة سقط الأثنان في المياة وسط ضحكاته وصراخه بكونه يحبها وصړختها المتفاجئه مما قام به لكنهم ظلوا يلعبون في المياة والضحكة التي ترتسم في عيونهم تحكي قصص من العشق لن ينضب يوما ووعود أن يظل الأثنان معا مهما حدث فكل منهم وجد ضالته في تلك الحياة
 بس أنا مش موافقه على إللي حضرتك بتقوليه ده يا طنط شاهيناز وأصلا من أمتى التوكيل ده معمول لحضرتك
صړخت بها كاميليا ليقف طارق ينظر إليها پغضب وصدمه هل أخته أيضا ستكون ضده كذلك شاهيناز التي وقفت تقول بهدوء رغم ذلك الڠضب الظاهر في عيونها أنت بتقولي أيه يا كاميليا ومن أمتى أنت ليكي رأي أو بتعترضي على كلامي
لتدخل كاميليا إلى داخل الغرفة وهي تتجاهل كلمات شاهيناز ونظرات أخيها وقالت موجه حديثها للمحامي أنا عايزه ألغى التوكيل إللي معمول لشاهيناز هانم ومش موافقه على قرارها ولو حصل حاجه عكس إللي أنا قولته هقاضيك وهخرب بيتك
الصدمه ألجمت الجميع لكن كاميليا لم تتوقف بل أخرجت هاتفها وأتصلت بنرمين وأخبرتها بكل شيء وطلبت منها أخبار أديم بالأمر وسالي وحاتم أيضا وخلال ثوان كان هاتف المحامي يعلوا رنينه بأسم أديم لتعود شاهيناز تجلس مكانها وكأنها فقدت كل قدراتها على الحركة أو الكلام كذلك طارق الذي كان يحلق في سمائه بين نجوم أحلامه سقط الأن في بئر سحيق لا ضوء فيه ولا أمل من النجاة حين أغلق المحامي الهاتف مع أديم قال بصوت ضعيف أديم بيه قرر عمل جمعية عمومية بكرة وطالب من الكل
الحضور وأولهم حضرتك يا شاهيناز هانم
لتغادر كاميليا بخطوات ثابته صاعده إلى غرفتها والڠضب من تلك العائلة يزداد وكذلك المحامي لم يعد هناك داعي لبقائه فغادر الغرفة وهو يتمتم بسلام غير مفهوم ثم غادر القصر
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 37 صفحات