الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غيوم ومطر بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


بعيونى ضړبتها حتى النخاع هناك خطب ما هذا ليس عمر الذي تعرفه انه الآن شخصا مختلفا حقود ممتلىء بالمراره ويتهمها بأبشع التهم بشاعة التهم جعلت فمها جاف للغاية ولسانها التصق في مكانه ولم تستطع النطق حتى بحرف واحد ارادت ان تفهم ارادت أن تعود فريده القديمة التى تهب لكرامتها لكن الفكرة البشعة التى تحتل فكر عمر شكلت حاجز منعها حتى من الدفاع عن نفسها ما اهمية تبرئة نفسها من تهمه مقتنع انها تستحق أن توصم بالقذارة بسببها فلمن اذن ستبريء لنفسها لا يهمها من العالم احدا سواه حتى وان نالت البراءة ولم يقتنع عمر فما اهمية تلك البراءة 

في الماضى كانت تتعصب وتصدر الاحكام المتسرعة بدون تفكير أما الآن فحتى حقها في الدفاع عن نفسها تخلت عنه بكامل ارادتها فما فائده تبرئة نفسها اذا كانت ستخسره في كل الاحوال 
سمعته يستطرد بقرف واضح 
برودك مقزز مش همك حتى انك تدافعى عن نفسك انا لما رجعت من الامارات كنت ناوى اعوضك ناوى افتح صفحه جديده الغلط كان متبادل بينا والشهور اللي قضتها بعيد خلتنى اهدى وافكر كويس لكن لما رجعت وشفتك معاه في الكافيه كان ممكن ارتكب چريمه واقټلك فعلا فكرت انى اقټلك لكن افتكرت انك بتتصرفي بحرية لانك معتقدة انك مطلقه خلصتى من هم تقيل وبدأتى تشوفي حياتك 
صوتها خرج ضعيف لا يشبه حتى صوتها بأي حال 
مش فاهمه انت رجعت امتى وشفتنى فين 
ابتسم بمرارة وقال 
خلاص يا فريده مش مهم
الماضى انتهى انا علقت الطلاق بس رغبه في اذلالك رغبه في التشفي فيكى لما تيجى لعندى تتمنى انى اطلقك واشوفك بتركعى ادامى وبتطلبي حريتك لكن الوقت اثبت انك منحوته من الصخر دميه مطاطيه ما فيهاش روح حتى حبيبك كنتى بتلعبي بيه وفي النهايه مبتفكريش غير في مصلحتك 
رددت باڼهيار 
حبيبي حبيبي عمر انت اټجننت رسمى انت بتقول ايه 
حبيبك اللي انتى كنتى بتحبيه من قبل الجواز ولا ده كمان نسيتيه ومكنش مناسب لفخامتك 
كل ما استاطعت قوله 
انت اكيد بتخرف او شارب حاجه حبيب ايه 
حبيبك الدكتور اللي انت بتحبيه من قبل الجواز وشفتك بعينى قاعده معاه في كافيه وانتى لسه في عدتك قالت بعدم تصديق 
عمر انت غلطان 
من شدة غضبه دفعها پعنف حتى ارتطمت
ساقيها بالفراش خلفها فهوت جالسة عليه من الالم قال بقرف 
كذابه لكن خلاص معدش يهمنى حتى انى اعاقبك انتي بتدوري علي القسيمه وهتاخدى واحده فريده انتى فريده 
صړخت ومنعته من اكمال ما كان سيقوله 
كفايه كفايه حرام عليك انا مش فاهمه أي حاجه انا معترفه انى غلطت في حقك كتير وهعيش علي امل انك تسامحنى في يوم من الايام لكن انت بتتهمنى بحاجات فظيعه 
كرر باستنكار 
اسامحك اسامحك لا يا فريده اسف مقدرش اسامحك عارفه ليه هزت رأسها بالنفي ودموعها تتطاير مع كل هزه 
ليه 
اجابها بصوت يقطر بالمرارة 
عشان كنت بحبك يا فريده بطريقه ما تتوصفش علي نفس مقدار حبي ليكى كان كرهى ليكى يا فريده احسبيها انتى بقي وهتعرفي 
بكت بصمت انها السبب في تحول عمر من محب حنون لاكبر عدو ملىء بالمرارة 
ةنظر اليها بسخريه وقال 
زمان كانت الدموع غاليه عندك اوى لكن ملاحظ انك الايام دى بتستخدميها بوفره يمكن دموع التماسيح اجابته باكية 
يمكن دموع الندم 
تنهد بحسرة وقال ندم هى اللي زيك عندها مشاعر عشان تعرف الندم 
يا الله عمر لن يستمع اليها ابدا انها لا تجنى سوى اذلال نفسها نصيحة اسيل كانت سيئة هى خسرته مند زمن والكلام لن يفيدها بشىء اكتفت من خفض رأسها أرضا انها لديها كبريائها ويكفي انها حاولت لكن القدر له تدابيره الخاصة 
قالت 
انا حقيقي مش فاهمه انت بتقول ايه حاولت افهم وفشلت انا كنت غبيه زمان وانت دلوقتى اغبي منى قافل عقلك وقلبك ومبتسمعش غير صوتك بس ارجع الامارات عيش حياتك واتجوز وانسانى زى ما
عملت لسنين
هى استسلمت الآن قررت الانسحاب من حياته ستطلب الطلاق رسميا وستسافر لأبعد مكان حيث لن يتعرف عليها احد ربما هناك ستجمع الباقي من كرامتها وتعيش بسلام 
تجاوزته في طريقها للخروج من الغرفة من منزل جدتها من كل عالمها القديم لكنها ما أن مرت بجواره حتى جذبها من ذراعها پعنف اوقف تقدمها 
قال پغضب 
عاوزه تتطلقي عشان تتجوزى عماد 
اجابته پألم 
وانت دخلك ايه انا حره في حياتى
هددها پعنف 
لا يا فريده مش هطلقك وهتجوز نوف وهعيش حياتى وانتى هتفضلي معلقه كده للابد عاوزه تطلقي عشان تتجوزى العريس المحترم شايفاه مناسب 
انه يظلمها مجددا 
الرجاله عندك وسيله عشان تنفذى احلامك مش كده لكن لا انا بقي هوقفك عند حدك انتى محتاجه تتربي من اول
وجديد وانا هربيكى يا حلوه استعدى هتسافري معايا الامارات في اقرب وقت 
لسنوات وهى تهين كرامته وهو تحمل لانه كان يحبها اما هو فكلمة واحده منه اهانتها في الصميم وعوضت كل ما فعلته له أن تعيش كزوجه اولي منبوذه وتراه يحب ويتزوج أمامها هذا كان قراره القاسې وللاسف لم يتجرأ احد من عائلتها علي الاعتراض من سيعترض محمد الذى يتمتع بوظيفة هامة وفرها له عمر أم أحمد الذى كلية عمر هى التى تهبه الحياه وبالتأكيد ليس والدتها فهى قبلت تضحيتها منذ زمن وبالتأكيد ايضا فاتورة كرم عمر كبيرة جدا وسيعيشون عمرهم في تسديدها وجدتها كانت صارمة وتنفيذ امر عمر بالنسبة اليها لم يكن يحتمل النقاش 
قالت بصرامه 
اسمعى كلام جوزك كان المفروض يكسر راسك من زمان 
المثير للسخرية انهم لسنوات اعتمدوا السلبية وتركوها تتصرف بعند وغباء والآن قرر الجميع معاقبتها وانصاف عمر لماذا الآن يا تري الجميع ډفن رأسه في الرمال كالنعامه 
ربما جدتها علمت انه تطاول عليها في غرفتها ولم تعترض تصرف باستبداد ذكوري وامرها بالسفر وعليها الاذعان 
والاسوء كان حپسه لها في الغرفة التى اعتادت الاقامة فيها في منزل جدتها فبعد اعلانه انها سترافقه إلي دبي جرها كالشاه من غرفة جدتها الي تلك الغرفة التى اعتادت الاقامة فيها واغلق الباب بالمفتاح عليها من الخارج
حپسها في الغرفة طوال ايام عدة كان يسمح لها بالخروج فقط لاستعمال الحمام حتى الطعام كان يدخله لها بنفسه ويراقبها حتى تنتهى ثم يغادر هو إلي حيث يريد كانت تستمع إليه يتحدث إلي نوف برقة عبر الباب المغلق 
اڼتقام عمر فاق الحد فهو لم يكتفي بأن يحب من جديد ويتركها لحال سبيلها بل ارادها ان تتلظى في ڼار الغيرة والقهر لأول مرة تشعر بشعور المرأة المغلوبة علي امرها مجتمع ذكوري يقدس الرجال لو كانت فعلا مجبرة علي العودة إليه لكانت ماټت قهرا لكنها اذعنت برغبتها أو بالأصح كانت تتمنى حدوث ذلك 
قررت خوض التحدى كاملا فربما عمر يستطيع أن يحبها مجددا هو احبها مرة وبقوة اذا فربما يعشقها مرة اخري لكن هل ستصمد فعلا وتقبل أن تكون زوجة ثانية اذا ما اصر علي زواجه من نوف 
تطلعت من حولها الي صخب الحياة في دبي مدينة الاحتفالات لمرات ومرات عمرعرض عليها علي اصطحابها في سفرياته العديدة حاول أن
يجعلها تنخرط في حياته حاول أن يدللها ويرفه عنها بالسفر والتجول لكنها دأبت علي الرفض والآن هاهى تصحبه برغبتها ولكن غرضه الآن اذلالها كم تتغير النفوس لو يعلم الانسان لاقتنص كل الفرص التى تقدمها له الحياة سعيدة علي الرغم من كسرتها في الحقيقة هى افتقدته حد الجنون 
عندما وصلا إلي المطار قبل اقلاع الطائرة سألته پخوف 
نوف عارفه انى لسه مراتك وهرجع معاك دبي 
اجابها بجفاف 
ايوه عارفه ولمعلوماتك في ثقافتهم عادى عندهم الجواز التانى 
هى نفسها كانت زوجه تانيه ووالدها عنده اكتر من زوجه لكن في حالتنا الامر مختلف نوف هتكون زوجتى الوحيده انت معايا لحد ما اقرر هعمل فيكى ايه 
انها مضطرة للتحمل والصبر علي امل ان تثبت له انها تغيرت وانها تستطيع أن تكون زوجة وحبيبة حقيقية نعم ستصبر حتى يأتى الڤرج ويلين عمر امام اخلاصها في وسط دوامة المشاعر والمفاجأت تناست تماما امر حبيبها المزعوم وعودة عمر من دبي بعد طلاقهما 
هناك امر ما تجهله ولكن مناقشة مثل هذا الامر في المطار
أمام العامة ضړبا من الجنون فعمر تغير كثيرا ونوبات غضبه اصبحت مخيفة لاول مره تشعر بالخۏف منه ولكن علي الرغم من ذلك ما تزال تتمنى قربه لقد کرهت ما ظنته في السابق ضعف والآن تحب حتى عنفه عصرت دماغها في محاولة للتذكر لكنها فشلت أن تتذكر فأربع سنوات اطول من أن تتذكر كل التفاصيل فيهم
لاول مره تسافر بالطائره والشعور بالارتباك كان يسيطر عليها وعمر لاحظ حيرتها وهى لاحظت الصراع الدائر بداخله قبل ان ينحنى عليها ويساعدها في ربط حزام مقعدها في الطائرة الدرجة الاولي فخمة بدرجة مبالغ فيها والمضيفات بالاجماع حملقن في عمر بطريقة مفضوحة لقد اصبح يتأنق باستمرار كلما تراه كان يذكرها بعارضى الازياء كيف كان يراها جميلة وهى عادية جدا هى علي استعداد الآن لعمل ڤضيحة وتخزيق عيونهن تلك التى تأكله وعندما بدأت 
وايضا كأنما هو تذكر فاكتفي باحتواء يديها الرقيقتين وغرق في الصمت طوال الرحلة فالكلام كان يدنس حرمة لحظة التقارب التى كانت مثل احساس الظمآن الذى يرتوى بالماء البارد بعد ايام من الحرمان 
سيارة بسائق كانت في انتظارهم في المطارتسألت مع نفسها بغيرة هل هى لنوف هى كانت تعلم انها سبقتهما في العودة لبلدها نوف لها كل الحرية في الحركة والحب أما هى
فتعامل باحتقار عمر لم يعطيها الفرصه حتى لحزم حقائبها ورشا قامت بتلك المهمة عنها عندما ظلت حبيسة الغرفة كانت تتلقي الزيارات من رشا ومن والدتها كانت تري نظرات الاشفاق في عيونهم ولكنهما التزمتا الصمت أمام نظرات عمر الجليدية 
شقته في دبي كانت لطيفة ومميزة تقع في طابق مرتفع جدا في احدى بنايات دبي الشهيرة والتى تطل علي الخليج مجرد النظر عبر الجدار الزجاجى الذى يشغل جدار كامل يسبب لها الدوار 
في تلك الابراج الشهيرة الشقق تكون بنظام الفندقة حيث يوجد استقبال بالاسفل وتوفر خدمة الغرف والافطار اليومى كم تغير عمر وتغيرت احواله 
ربما يستمد قوته وغروره الآن من امواله في الماضى انفق اخر قرش يملكه عليها والآن يستخدم امواله لحړق قلبها
وقفت تراقب اليخوت العديدة في مرفأ اليخوت عبر الجدار ترف لم تكن تحلم بوجوده هل لأموال نوف علاقة بهذا الترف الغيرة نهشت قلبها هل يقيم عمر في شقة نوف 
الخادمة الفلبينية حملت حقيبتها إلي غرفة نومها لتتساءل پخوف مشبوب بالرهبة عما اذا كانت ستشارك عمر فراشه أم لا 
لكن الاجابة اتتها فورا عندما عادت الخادمة وحملت حقيبة عمر لغرفة اخري بجوار غرفتها ماذا سيكون موقفها اذا طلب منها أن تشاركه فراشه من جديد سنوات العزوبية جعلتها تهابه وتهاب التفكير في علاقة معه 
عندما عادت الخادمه لترتب
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات