الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة
نفسى ولما هيكون مستعد هيخرج منها بنفسه
طيب أظن إنك عارف يايحيي إن دى مستشفى محترمة والعمايل اللى بتعملها مراتك دى متليقش بالمكان فياريت تروحها أو تبعدها عن هنا لو مش هتقدر تمسك نفسها
نظرت رحمة إليها فى صدمة تتساءل عن تلك القوة التى تتحدث بها وزوجها هناك على سرير المړض يعانى من آثار حاډث كاد أن يودى بحياته بينما لا يظهر بعينيها حتى أي أثر لألم او أي شعور لتفيق من صډمتها على صوت يحيي الصارم وهو يقول
أنا مقصدتش كدة
بس
قاطعها قائلا بضجر
بشرى أنا أخويا فى أوضة فى مستشفى جوة غيبوبة مش عارف هيفوق منها إمتى ودماغى فيها كتير ومش ناقص ۏجع دماغ فياريت تشوفى مكان وتقعدى فيه أحسن
نظرت إليه بشرى فى حنق لمعاملته الجافة لها لتبتعد بخطوات غاضبة بإتجاه هذا المقعد المواجه للحجرة وتجلس تطالعهما يعودان إلى مكانهما أمام النافذة بعيون ظهر بهم حقدا شديدا تفكر فى طريقة للتخلص من تلك التى إستطاعت أن تروض هذا الليث وتجعله كالحمل الوديع بين يديها تماما
شروق
إلتفتت إليها شروق قائلة بهدوء
أيوة يانهاد
قالت نهاد بإضطراب
أنا الحقيقة يعنى
عقدت شروق حاجبيها وهي تلاحظ التوتر على ملامح صديقتها لتقول بحيرة
مالك
يانهادفيه إيه
قالت نهاد وهي تحسم رأيها فيجب أن تعرف شروق الحقيقة لتقول بحزم
وقع كوب الشاي من يد شروق لينكسر بصوت مدوي وهي تنظر إليها بعيون متسعة من الصدمة وقلب يرتجف ړعبا وهي تقول پألم
مراد جوزى
أومأت نهاد برأسها وهي تنظر إلى ملامحها الشاحبة فى شفقة
قائلة بسرعة
هما بيقولوا إنه الحمد لله نجا منها بس دخل فى غيبوبة
تتلقى شروق صدمة تلو الأخرى پألم لتقول بهذيان
اقتربت منها نهاد متجنبة ذلك الزجاج المكسور وهي تأخذ بيدها تبعدها عنه وتدخلها إلى الحجرة لتكون بأمان قائلة بحنان
إنتى ناسية إنى ممرضة فى المستشفى بتاعة الدكتور رءوف صاحب يحيي و مراد أنا لسة جاية من هناك حالا أنا بس عايزاكى تمسكى نفسك وتتمالكى أعصابك عشان تشوفى هتعملى إيه ياشروق
هروحله طبعا أنا لازم أشوفه يانهاد
قالت نهاد
طيب إهدى هتشوفيه ياشروق بس هنظبطها إزاي ومراته أنا شايفاها بنفسى هناك
تساقطت دموع شروق وهي تقول
معرفش بس عشان خاطرى يانهاد إتصرفى أنا عايزة أشوفه
فكرت نهاد قليلا ثم قالت
أخوه يحيي مفيش غيره ممكن يحل المشكلة دى
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار
لأ طبعا يحيي لأ
قالت نهاد
إنتى مش قلتى إن يحيي عارف بجوازكم يبقى ليه لأ
قالت شروق بحزن
يحيي عرف بجوازنا بالصدفة لما دور ورا أخوه ولاقاه بييجى كتير الشقة عندى ولما جالى وبهدلنى عشان كان مفكرنى واحدة من إياهم اضطريت أوريله قسيمة جوازنا بس حلفته ميقولش لمراد لإن مراد حابب جوازنا يفضل سر وفعلا حافظ على وعده
قالت نهاد
يعنى راجل كويس وهيقدر رغبتك فى إنك تشوفى جوزك وتتطمنى عليه وهو الوحيد اللى هيقدر يهيألك الفرصة إيه المشكلة بس
هزت شروق كتفيها فى قلة حيلة وهي تقول
مش عارفة بس خاېفة أكلمه وبعدين هجيب بس رقمه منين رقمه مش معايا أصلا
قالت نهاد
دى سهلة سيبيها علية هجيبها منه هو شخصيا بس يلا جهزى نفسك وأنا دقايق وأكون عندك
إبتلعت شروق ريقها بصعوبة وهي تخشى إجراء تلك المكالمة ولكن من أجل مراد هي مستعدة لأن تفعل أي شئ
رأت رحمة يحيي عائدا بعد أن إبتعد عنهم قليلا وهو يجيب على مكالمة لإحداهن تدعى شروق لتقول بغيرة يشوبها الحيرة
مين شروق دى يايحيي
أشار
لها يحيي بالصمت وهو يتنحى بها بعيدا عن بشرى قائلا
تعالى بس هنا وأنا اقولك
عقدت حاجبيها قائلة بحنق
مين دى يايحيي السكرتيرة بتاعتك ولا عميلة عندك
رفع يحيي حاجبيه قائلا بإستمتاع
حبيبتى غيورة أوى على فكرة
نظرت إليه بغيظ ليبتسم قائلا
طب خلاص خلاص دى ياستى لا سكرتيرة ولا حتى عميلة دى مرات أخويا
نظرت إليه بدهشة قائلة
أخوك مين
رفع حاجبه قائلا
هيكون مين مراد طبعا
شهقت لتكتم شهقتها بسرعة وهي تنظر إلى بشرى لتزفر فى راحة حين رأتها تتحدث بالهاتف ولا تعيرهما إهتماما لتعود بعينيها إلى يحيي الذى كان يتابعها بتسلية وهي تقول بحيرة
هو مراد متجوز واحدة تانية غير بشرى
رفع حاجبيه قائلا
أيوة شروق
عقدت حاجبيها قائلة
طب إزاي وليه
قال بهدوء
لأ دى قصة طويلة أوى هبقى أحكيهالك بعدين المهم دلوقتى إنها جاية فى الطريق وعايزة تشوف مراد وأنا عايز أشوف حل للمصېبة دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى کاړثة عندك حل يا حبيبتى
سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغ ليس من فراغ أبدا
الفصل العشرون
دلفت شروق إلى حجرة مراد بجسد يرتعش قلقا على هذا الممدد على سرير المستشفى تحيطه الأربطة البيضاء المرعبة إنهمرت دموعها فى صمت وهي تقترب منه ترى شحوب وجه الذى أوجس قلبها خيفة عليه جلست بجواره ومدت يدها تحيط بيده اليسرى السليمة بلهفة حزينة تقول بهمس مرير
سلامتك ألف سلامة ياحبيبى يامراد ياريتنى كنت أنا اللى بدالك ليه بس مأخدتش بالك من نفسك إنت مش عارف غلاوتك عندى إنت مش عارف لو جرالك حاجة أنا ممكن يجرالى إيه
لتسرع وهي تهز رأسها بجزع قائلة
لأ بعيد الشړ إنت مش ممكن يجرالك حاجة أبدا مفهوم إنت روحى يامراد ومن غيرك أموت
لتشير رحمة إلى يحيي كي يبتعدا عن النافذة الزجاجية ويتركا لها بعض الحرية لتعبر عن مشاعرها بخصوصية ليجلس يحيي وتجلس بجواره رحمة على تلك الكراسي المقابلة للحجرة
أصابعه بأصابعها وهي تقول بهمس
أنا عرفت دلوقتى ليه مراد إتجوز على مراته شروق هي بجد اللى تستاهله هي مراته الحقيقية واضح جدا إنها بتحبه وأكيد هو كمان بيحبها
تنهد يحيي قائلا
هي فعلا بتحبه بس مع الأسف هو مش شايف حبها ده معمي بحب واحدة تانية
عقدت رحمة حاجبيها وهي تعتدل قائلة
واحدة تانية بس مراد مبيحبش بشرى وإلا مكنش إتجوز عليها وكمان مش باين أبدا إنه بيحبها
قال يحيي بهدوء
بشرى مش هي الإنسانة اللى بيحبها يارحمة
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة
أمال هي مينوياترى أعرفها
أومأ برأسه إيجابا قائلا
أيوة
إزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول
مين دى قول بسرعة يايحيي متحيرنيش
تأملها لثوان حبست فيهم أنفاسها ليقول هو بهدوء
إنتى
نهضت وقد إتسعت عيناها فى صدمة قائلة
أنا
أومأ برأسه قائلا
أيوة إنتى بس إهدى كدة وأقعدى عشان أفهمك
جلست ومازالت الصدمة ظاهرة بعينيها ليستطرد يحيي قائلا بشرود
أنا هحكيلك حكاية صغيرة
من زمان عرفنا إن عمى إتجوز وجاب طفلة تانية غير راوية إسمها رحمة وإنها جميلة ورقيقة زي البدر بتشبه مامتها بالظبط كان نفسنا نشوفها بس جدنا كان مانعنا ولما هربت مامتها وباباها اتوفى دخلت هي حياتنا دخلتها بطلتها بجمالها بسحرها بطيبتها وخفة ډمها دخلتها بروحها اللى
جذبت الكل وخلتهم إما عاشقين لها أو غيرانين منها زي بشرى للأسف حبها الإخوات التلاتة وللأسف برده محدش فيهم صارح التانى بمشاعره الكبير كان عاميه حبه عن إنه يشوف إن إخواته هما كمان حبوا حبيبته أما الصغير ولإنه طايش ومچنون ومريض نفسى قدر يتجوزها رغم حب أخوه الكبير ليها وحبها
ليه وبعدها إكتشف الأخ الكبير أن أخوه الوسطانى كمان بيحبها لما إعترفله بالحب ده فى لحظة ضعف منه بعد جوازها من أخوهم الصغير كانت صډمته كبيرة وهو شايف إخواته حبوها زي ما حبها هو بس اللى كان متأكد منه إنهم محبوهاش أده وإنهم لو حبهم فى يوم إنتهى من قلوبهم حبه هو مش ممكن ينتهى وإنه محفور فى جلده فجأة الصغير عرف إنها مبتحبوش وده جننه والأخ الوسطانى بدأ يفوق من وهمه قبل ما يتجنن هو كمان لكن حب الأخ الكبير لرحمة هو الحاجة الحقيقية بس فى حياتهم واللى فضلت زي ما هي متغيرتش والأكيد إنه هيفضل يحبها مهما طال بيهم العمر
نظرت إلى أصابعه
التى تمسكت بأصابعها ثم نظرت إلى عيونه بعيون غشيتها الدموع قائلة بحنان
الحمد لله إن ربنا جمعنا وفوق مراد يايحيي قبل ما يخسر كل حاجة زي هشام أما أنا فهفضل أحبك لآخر نفس فية يايحيي
إبتسم لها برقة لتبتسم له بدورها ثم مالبثت أن إختفت إبتسامتها وهي تقول
طب ومراد إمتى هيحس بشروق يايحيي
قال يحيي بغموض
مراد خلاص بدأ يفوق من وهمه معتقدش فاضل كتير ويحس بيها وبحبه هو كمان ليها ولو محسش بيها فأعتقد الحاډثة دى هتفوقه بالكامل
نظرت شروق إلى ملامح مراد فى عشق قائلة
وحشتنى أوى يامراد وحشنى صوتك و قوم ياحبيبى بالسلامة ومش مهم ترجعلى المهم تقوم وأشوفك أدامى زي زمان ولو من بعيد حتى قوم عشان خاطرى وخاطر إبنك وأخوك قوم عشان خاطر كل اللى بيحبوك متسيبناش كدة متعذبين فى بعدك عننا عشان خاطرى قوم قوم يامراد
إنهمرت دموعها لتظل هكذا برهة من الوقت حتى هدأت قليلا
أنا همشى دلوقتى عشان معملش ليك مشاكل مع بشرى بس هجيلك تانى وهفضل أجيلك وأجيلك لحد ما أشوفك مفتح عيونك لحد ما أشوفك مراد حبيبى بتاع زمان
لتنظر إليه تتأمله للمرة الأخيرة ثم تغادر الحجرة بخطوات بطيئة منكسرة حزينة لتجد يحيي و رحمة بالخارج اقتربت منهم تمسح دموعها برقة ثم تقف أمامهما قائلة بحزن
أنا همشى دلوقتى عشان بشرى بس من فضلك يايحيي لو حصل أي حاجة بلغنى بيها علطول
أومأ يحيي برأسه فى هدوء قائلا
متقلقيش ياشروق هبلغك
قالت شروق بإرتباك خجول
أنا يعنى من بعد إذنك هجيله تانى عارفة إنى بتعبك معايا بس ڠصب عنى يايحيي عايزة أشوفه وأطمن عليه بنفسى
إبتسم يحيي قائلا
انا مقدر مشاعرك ومتقلقيش إبقى كلمينى بس ورحمة هتظبط كل حاجة
أومأت برأسها بهدوء ثم إلتفتت شروق إلى رحمة تتأملها قائلة بصوت ظهر به حزنها رغما عنها
إنتى رحمة
أومأت رحمة برأسها قائلة
أيوة
تمالكت شروق نفسها وهي تقول
كتر خيرك على اللى عملتيه معايا يحيي قاللى إنك صاحبة فكرة الفحوصات اللى شروق لازم تعملها عشان لو إحتاجوا يعملوا عملية لمراد متشكرة متشكرة أوى
أمسكت رحمة يد شروق قائلة بحنان
دى حاجة بسيطة
عشان أجمع إتنين بيحبوا بعض
نظرت شروق إلى عيون رحمة التى ظهرت بهما روحها الطيبة لتدرك سر حب الجميع لها حتى هي أحبتها على الفور لتبتسم إبتسامة باهتة قائلة
ربنا يخليلك