رواية حمزه بقلم الكاتبة الرائعة
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الفصل الاول
إزاي خطيبتك تعمل كدة هو أنا عزماها تيجي تأكل
هى وعيلتها وتمشي مش المفروض كانت تساعدني
على الأقل تعمل مع أخواتك البنات!
قال بدهشة يا ماما ايه اللى أنت بتقوليه ده هو أحنا عازمينهم علشان يعملوا فى بيتنا دول ضيوف!
قالت والدته بتوبيخ طب بطل كلام تافه ضيوف ايه مش دى خطيبتك والمفروض كانت تقوم تعمل معايا وتخدمني كمان بدل ما تقعد مكانها و تتفرج عليا.
تنهد بضيق من والدته وقال ماما هو إحنا لو روحنا عندهم معزومين أنت هتعملي حاجة معاهم ولا المفروض أنت ضيفة تقعدي هى خطيبتى مش مراتى علشان نبدأ جدال ومشاكل على حاجات تافهة زى دى .
نهض وغادر أمام دهشتها أما هى بقيت تهمس لنفسها بغيظ شديد يعنى دلوقتى مش معايا حق يا حمزة بس ماشى أنا هوري البنت دى اللى تجرأت تقويك عليا
وأنا هعرفها مقامها كويس أوى.
نهضت وأحضرت هاتفها ثم اتصلت بخطيبة حمزةوئام.
استقبلت وئام اتصالها بترحاب كبير ازيك يا طنط عاملة إيه
تحدثت والدة حمزة بجفاء كويسة المهم كنت عايزة أتكلم معاك فى موضوع.
استغربت وئام من حديثها البارد معها وقالت بتوجس نعم يا طنط
وئام بقلق لا طبعا يا طنط بس أنا زعلتك فى ايه
والدة حمزة بلؤم يا حبيبتى مش عيب كدة أكون فى سن مامتك وأنت قاعدة عندى فى البيت يوم العزومة حتى مقومتيش تساعديني ولا تعملي مكانى ده أنا قولت حتى أنك هتقعديني ومش هعمل حاجة خالص ولا حتى قومتي ساعدتي أخوات خطيبك.
قالت والدة حمزة بغيظ والله ده ايه الكلام اللى ميدخلش عقل ده أنت خطيبة أبني من مقام مراته تيجي أنت وحتى أمك محدش فيكم يقوم يغسل طبق ولا يكنس مكانه ده أنا قولت انك عيلة صغيرة مش عارفة الأصول أمك كمان مش عارفة
قاطعتها پغضب بس مش عايزة أسمع منك حاجة أنا قولت أكلمك اعقلك كدة بس أنت مبتفهميش شكلك ولا حتى فى الأصول ولا الأدب وأنا غلطانة أنى قولت افهمك غلطك.
ثم أغلقت فى وجهها الهاتف بينما وئام مازلت تستوعب حديثها بدهشة و ذهول كبيرين تنفسها السريع يدل على ڠضبها و ضيقها مما حدث لم تتوقع هذا منها أبدا طالما أحبتها و اعتبرتها من مقام والدتها منذ خطبتها لحمزة وهى أيضا لم يظهر منها شئ واضح قبل اليوم فماذا يعني ما قالته وفعلته اليوم
كانت تجلس فى غرفتها حين دلفت والدتها بسرعة تخبرها بقدوم والدة حمزة إليهم.
أسرعت ترتدى حجابها و تخرج من غرفتها إليها رغم ما قالته لها على الهاتف فقد أبتسمت لها بلطف ظنا منها أنها هنا لتوضح موقفها
وما حدث على الهاتف.
قالت وئام بلطف أهلا يا طنط ايه المفاجأة الحلوة دى
تشربي إيه
قالت والدة حمزة بجمود أنا مش جاية أشرب ولا أضايف
أنا جاية لحاجة مهمة بس علشان الموضوع ده يخلص.
عقدت حاجبيها بإستغراب موضوع إيه هو فى إيه
نظرت لها والدة حمزة بازدراء أنا جاية أخد شبكة أبني وكل حاجة جايبها ليك هدية حمزة بيقولك كل شئ قسمة ونصيب هو عايز يفسخ الخطوبة دى !
الجزء الثانى
سمعت وئام شهقة والدتها و قولها المستنكر يفسخ الخطوبة ليه كفى الله الشړ ما كانوا كويسين.
لوت والدة حمزة فمها بإشمئزاز والله ده قرار حمزة أبنى هو مش مرتاح فى الخطوبة دى وأنا مستعجلة وعايزة الحاجة علشان أمشي.
بهدوء عادت وئام لغرفتها وجمعت ما أعطاه له حمزة منذ يوم خطوبتهما و وضعتهم فى حقيبة هدايا كبيرة كان حمزة قد أحضرها لها فى مرة ثم خرجت و أعطتهم لوالدته وقالت بجمود دى الشبكة وكل حاجة جت لى من حمزة من يوم خطوبتنا وحضرتك تقدرى تتأكدي بنفسك.
أخذتهم منها بقوة ثم همت بالخروج عندما أعترضت طريقها والدة وئام تقول برجاء يا أم حمزة طب اقعدي نتفاهم بس الأول.
قالت والدة حمزة بتكبر مفيش حاجة نتفاهم فيها جوازة واتفضت وارتحنا.
حاولت الخروج إلا أن والدة وئام وقفت تتوسل إليها حتى انحنت تقبل يدها ولكنها دفعتها بعيدا ف صدمت بالحائط.
صړخت وئام بفزع ماما!
أسرعت إلى حيث والدتها تسندها ثم التفتت لوالدة حمزة بحړقة كويس أنه كل حاجة خلصت أنا ميشرفنيش اتجوز واحد مامته تهين أمى بالشكل ده اتفضلي برة بيتنا.
نظرت لها والدة حمزة بإحتقار وغادرت أما والدة وئام قالت لها ليه يا بنتى تطرديها كدة دلوقتى مش هنعرف نصلح حاجة.
حدقت بها وئام بذهول بعد كل اللى عملته معاك ده يا أمى ومكنتيش عايزاني امشيها بعد معاملتها دى!
قالت والدة وئام بقلة حيلة يا بنتى علشان مخربش عليك أنا عارفة أد ايه أنت بتحبي حمزة ف حتى لو هوطي على ايديها ابوسها علشان تسمعني و ترجعوا و مستعدة اعدي منها أي حاجة.
انهمرت دموع وئام بشدة وهى تحتضن والدتها بقوة وتقول بصوت مخڼوق لا عاش ولا كان اللى يذلك يا ماما مش علشان أنا بحب حمزة هدوس عليك وعلى كرامتي وهنتحايل عليهم أنت شوفتي هى ست مش كويسة ازاي الحمد لله أنه ربما رحمني منهم قبل ما اتجوز واتدبس معاهم.
ربت والدتها على ظهرها بحزن ربنا يعوضك خير يا بنتى أنا بس يعز عليا أشوفك زعلانة وكنت عايزة أعمل أي حاجة علشان خاطر سعادتك.
حضنت والدتها بقوة أكبر وهى تبكى بصمت بينما ربتت والدتها عليها تواسيها و تدعو لها بالخير.
عادت والدة حمزة إلى البيت لتجده ينتظرها فى الصالة.
قال لها بإستغراب كنت فين يا أمى كل ده حاولت أتصل عليك كتير ثم لمح ما تحمله فى يدها و إيه اللى فى إيدك ده
أعطته ما بيدها ليتفقده ف قال پصدمة عندما رأي ما تحتويه الحقيبة دى ...دى شبكة وئام و ..وده كل اللى الهدايا اللى جيبتها ليها.
رفع بصره لوالدته بحيرة أنا مش فاهم حاجة خالص.
جلست وهى تتصنع الحزن وئام خطيبتك اتصلت عليا قالتلي تعالى شوية يا طنط ماما عايزاك ف قولت يا ترى فى ايه خصوصا أنها كانت بتكلمني بنبرة باردة كدة روحت يابنى و أول ما دخلت من باب الشقة لقيتها بترمي لى الشبكة والحاجات اللى جيبتها ليها هدايا تحت رجلي وتقولي أنا رجعت لك حاجتكم أنا مش عايزة أكمل فى الخطوبة
دى.
رمش بعينيه عدة مرات بعدم تصديق وهمس مستحيل!
حدقت به بغيظ خفية ثم اصطنعت البكاء وأنا كمان والله مكنتش مصدقة و قولتلها ليه بس يا بنتى كدة ده حمزة بيحبك أوى وأنا كمان بحبك زى بنتى قالتلي أنه ميشرفهاش تكون بنتى و هزقتني هى و أمها وطردونى مع الحاجة مع أنه قعدت اتحايل عليها كتير تفكر و متعملش كدة وقالوا مش عايزين يشوفوا وش حد فينا تانى.
كانت صدمة حمزة أكبر هذه المرة وهذا ما ظهر عليه بوضوح و حدق بالأرض أمامه شاردا لعدة دقائق يفكر ثم نهض وهو يقول پغضب مينفعش ينتهي الموضوع كدة لازم أتكلم مع وئام الأول علشان أعرف السبب.
حدقت به پذعر وفكرت فى شئ حتى تمنعه ثم صړخت صړخة خفيفة وهى تضع يدها على قلبها ف عاد لها حمزة پخوف مالك يا ماما فيك إيه
قالت بتعب زائف قلبى بيوجعني أوى يابني زعلانة عليك أوى وعلى نفسى وعلى الذلة و الكسرة اللى أنا حاسة بيهم بالله عليك مش عايزين مشاكل خلاص كل واحد راح لحاله .
ظهر الألم على وجهه وفى عينيه وقال يا ماما...
قاطعته بحزن لو أنت عايز تروح هناك يا حمزة بعد اللى عملوه فيا و اللى قالوه روح يابني أنا مش همنعك.
ظهر على وجهه الصراع الذى يعتمل داخله بين أن يطيع والدته أو يطيع قلبه ولكن فى النهاية تنفس بعمق حاضر يا ماما هسمع كلامك خلاص مش هروح أنا ميهونش عليا الله عملوه فيك بس كان نفسى أعرف السبب.
تصنعت التأثر وقالت بخبث يا حبيبى ما أنا قولتلك قبل كدة أنه وئام مش بتحبني بس أنت مكنتش تصدقني والحمد لله ظهروا على حقيقتهم بدرى و ربنا هيعوضك بكرة باللى أحسن منها.
صمت ولم يرد عليها وهو يساعدها فى الدخول إلى غرفتها والراحة ثم عاد ليجلس فى الصالة حاولت الإتصال ب وئام ليجد هاتفها مغلق ف قذفه على الأرض پغضب حدق فى الهدايا وكل شئ أحضره لوئام پألم و فجأة أخذ كل شئ و ألقاه فى القمامة پعنف و قهر وهو ېمزق ما يمكن تمزيقه ويكسر البقية وأثناء ذلك كانت والدته تراه من باب غرفتها المفتوح وهى سعيدة للغاية بإنتصارها.
بعد مرور أسبوع كانت وئام فى غرفتها تحاول تجاوز ما حدث و تظهر لوالدتها أنها بخير على الرغم من ټحطم قلبها وكانت فى ذلك اليوم قد حظرت حمزة من جميع مواقع التواصل الإجتماعى حتى تبدأ رحلة نسيانه و لا ترى شئ متعلق به مجددا.
دلفت إليها والدتها وهى تنظر لها بحنان أنا رايحة السوق يا بنتى عاوزة حاجة
قالت وئام بهدوء وهى تتظاهر بالتركيز فى الورق الذى أمامها لا شكرا يا ماما مع السلامة.
حدقت بها بعجز للحظة ثم أغلقت الباب وغادرت الشقة لتترك وئام الورق من يدها وهى تتأفف ولم تمر ثانية حتى بدأت تبكى بقوة.
أسندت ظهرها إلى الجدار وهى تضع يدها على فمها خوفا من أن تسمعها أمها رغم مغادرتها أو يسمعها أخيها الصغير ويخبر أمها.
رغم ما تتظاهر به ف هى حتى الآن تسأل نفسها لماذا
لماذا انفصل عنها دون سبب واضح لماذا لم يواجهها
وكثيرا من الأسئلة التى تعصف برأسها يوميا وتبقيها مستيقظة حتى الصباح ظلت تبكى وتشهق بقوة و ألم حتى هدأت و خارت قواها من شدة ألمها النفسى.
كانت والدة وئام تحضر طلبات المنزل حين لمحت والدة حمزة ف حاولت تجنبها لأنها تعرف أنها تحب إثارة المشاكل رأتها والدة حمزة ف لمعت
عيناها