رواية جديدة بقلم منة فوزي
اخص عليك.. دانت بتتبسط اوي عندنا.. انا من البنات اللي بترقص...
كان يذكر عطا و الفتيات الراقصات و لكنه لم يتذكر ايهم زوزو تحديدا ولكنه تسائل طب وايه اللي فكرك بيا يا زوزو وجبتي نمرتي منين
زوزو اللي يسأل ميتوهش.. انا عرفت انك ضايع منك حاجة.. و ميخلصنيش اسيبك تدور و انا عارفة مكانها..
فربط عدوي فجأة بين محل عطا الذي يقع في منطقة الريس عبود و ما تشير هي اليه فقال بسرعة انطقي بسرعة انا مش فاضي لفوازير الحريم دي!
عدوي ليكي كل اللي تطلبيه..بس خلصي
زوزومن الاخر انا عارفة طريق شهد
عدوي و قد بدأ يخفق قلبه فقال بجد يا بت و ولا نصباية لو بتكذبي مش هرحمك
زوزو عيب الكلام ده.. طب بأمارة حزامك اللي كنت بتعلم عليها بيه
عدوي بلهفة هي فين
زوزوهوصلك لحد عندها... بس شرط سيرتي متجيش في اي حاجة! هي بترقص عند عطا اسمع .. متجيش كده علطول من اول يوم احسن شكلها مفقوس اوي.. استني كام يوم.. كأن حد شافها هناك وبلغك او كانك جاي بالصدفة تسهر.. ولو شوفتي تعمل مش عارفني.. انا مش عايزة مشاكل معاه..
فقالت مصححة معاها.. معها هي.. شهد! اصلها زميلتي
عدوي طب و غدرتي بيها ليه
زوزو بخبثانا هسيبك انت اللي ترد علي السؤال ده بالحلاوة بتاعتي..
فضحك عدوي و قال مادحا ايها واطية يا بت.. اموت انا في المصلحة.. دانا هظبتك.. بس بعد ما تبقي هي في ايدي
في اليوم التالي توجهت شهد الي ذلك السوق الذي اخذها اليه جو مرة.. كانت ترغب في شراء بعض
الاغراض و لانها لم تنسي وعدها لصديقتها سمر الذي تذكرته اثناء وجودها هناك فقد بحثت عن من تستطيع ايجاد مبتغاها لديه..
و بالفعل وجدت ذلك الخن الذي يقف به شاب وقد تراصت امامه علي منضدة اشياء غريبة الشكل بعضها يشبه قطع الغيار دقيقة الحجم و قطع معدنية اخري كانت شهد تعرف كنه كل تلك الاشياء.. لذا ادركت ان ما تبحث عنه سيكون لديه..
ابتسم الشاب و قد اثار اعجابه ان تعرف فتاة بمظهر شهد تلك الاشياء..
فقال مازحا بابا اللي باعتك
وجهت له شهد نظرة صارمة و قالت انت هتهرج معايا!.. اخلص! عندك ولا لأ
الشاب طيب خلاص متبقيش حمقية كده.. عيزاهم من انهو مقاس
شهد صغيرين..
توجه الشاب لداخل ذلك المحل الصغير وبدا البحث عن طلبها في وسط بعض العلب المكومة ..
بتعملي ايه هنا يا شهد
استدارت شهد لتجد حمادة صديق جو
ابتسمت له فلسبب ما شعرت بالسعادة لرؤيته..مما اثار عجبه فهي في السابق لم تبادله سوي الكلمات و النظرات القاسېة و سکين ..
نظر مستنكرا مندهشا وتسائل و هو يشير الي ذلك المحل من هنا!!
شهد ايوة .. واحدة صحبتي طلبتهم مني.. ايه المشكلة
حمادة محسساني انك وقافة قدام الخردواتي بتشتري زراير.. وهو اصحابك كمان زيك كده!!
شهد مازحة زيي يعني ايه يا واد..قصدك ايه!!
وهنا خرج البائع و في يده عدد من ما طلبته شهد ووضعهم امامها علي المنضدة وقال كده يبقي سبعين جندي
ثم وجدها تحدث حمادة فقال الله تبعك دي حمادة انت اللي باعتها ولا ايه
فاحتدت عليه شهد متتلم ياد بدل ما اډفنك هنا فلمحل بابتاعك.. من ده اللي يبعتني.. ايه مش مالية عينيك تحب املاهالك بالقرن غزال بتاعي
فتدخل حمادة خلاص يا شهد مش قصده.. اسكت ياد.. شهد تبع جو
فالټفت شهد لحمادة و قالت بحدة شديدة وانفعال برضه هيقولي تبع!! انا مش تبع حد! هو انا مش مالية عينكوا ولا ايه
فقال الشاب مهدئا ايها مازحا خلاص يا ستي .. حقك علي راسي ..داني تملي عين الباشا
فتدخل حمادة قائلا انت هتعاكس و لا ايه بقولك جو.. جو!
فرفع الشاب يده معلنا عن تخليه عن اي شيء يخصها بل اعطاها كيس به الصواريخ و قال هدية.. مش عايز تمنهم
الا ان شهد القت اليه النقود وقالت باحتقار هتبقشش عليا ولا ايه
فسحبها حمادة من امام الشاب و قال جري ايه يا شهد.. المفروض انك هربانة.. امال لو عايزة الناس كلها تشوفك هتعملي ايه
مشيت معه و قالت مانا اصلي بتعصب من اللي يستقل بيا..
حمادةكنت ابلعيها يا ستي .. مش لازم تلمي الناس عليكي.. و بعدين لامؤاخذة.. لما يتقال عنك تبع جو ميبقاش باستقل بيكي.. ده مليون...
قاطعته شهد مليون بت تتمني تبقي تبع جو.. حفظتها!
مدت و سبقته وهي تقول سلام بقي عشان الحق.. عقبال عندك انهاردة اول يوم اطلع عند عطا..
لم يفهم حمادة فسألها و هي تبتعد تطلعي تعملي ايه
استدارت له شهد بوجه ضاحكة و قامت بتحريك و سطها كناية عن الرقص.. ثم لوحت له عن بعد و عادت لطريقها..
جو احلف!
حمادة و النعمة.. يارب انطس في وشي !
صمت جو لبرهة يستوعب الخبر لم يعرف ان كان خبرا سعيدا ام مؤسفا
لنفكر بهدوء.. شهد ستعود للعمل عند عطا.. حسنا لحد هنا هو الخبر السعيد.. لترقص مع الفتيات .. ذلك هو الامر الذي سبب له الضيق..
لم.. لانها عرضة لان يجدها عدوي لا.. هذا الامر يأتي في اخر القائمة.. لان عمله سيتأثر بها ليس من المفترض ان يحدث هذا فهي لم تعد مسؤليته و ليس عليه ان يقلق بشأنها.. لانها ستكون فرجة لكل الاوغاد في الصالة و لم عساه ان يضايقه امرا كهذا.. هي ليست محسوبة عليه.. و لن تكون بصحبته.. ثم ان هذا اختيارها ان لم تعبأ هي لأمر كهذا لم عليه ان يهتم هو اذن يا يوسف ما سبب ضيقك
جو قالت من الليلة
اومأ حمادة برأسه..
فليكن يا شهد..
بعد ان تحدثت زوزو الي عطا الذي قبل عمل شهد بمنتهي الترحاب. و قبل ان تدخل شهد مع زميلاتها الي غرفتهن الخاصة داخل المحل توجهت الي المطبخ حيث كانت سمر بعد السلام الحار اعطتها الصواريخ و اخبرتها طريقة استخدامها ..ثم تحدثت معها قليلا حيث ان مندو قد يعود في اي لحظة ..
سمر احكيلي ..جو طب عليكوا في السهرة بتاعة زوزو كان باين عليه متنكد اوي
شهد وانتي ايشعرفك
حكت لها سمر سريعا ما حدث بينها و بين يوسف الي ان اتي مندو ليقطع الحديث و ينهر سمر فما كان من شهد الا ان ڼهرته بدورها و هددته ان ضايق سمر مرة اخري ستنظره في الخارج لتشوه وجهه.. وخرجت
تاركة اياه مذهولا من قولها..
في غرفة الفتيات .. كن جميعا في انتظار موعد البدء.. كان بعضهن تستعد و تتزين و اخريات يجلسن للتدخدين بينهن زوزو دخلت عليهن شهد فرحبت بها زوزو و عرفتها الي بقية الفتيات.. رحبن بها وخصوصا الفتاتان الاتي كانتا شاهدتان علي واقعة الطعام في المطبخ.. كانت شهد في نظرهم حاصلة علي شرف عظيم تستحقة نظرا لجمالها الذي بدا في احسن صوره بعد ان ازالت اوساخ المطبخ و وارتدت مثلهن ملابس مٹيرة..
جلست شهد وسطهم واشتركت معهم في احاديث متنوعة.. كانت متشوقة لرؤية جو..
وصل جو للصالة مع الخواجة كعادة كل ليلة .. توجه الخواجة لطاولة من كان علي موعد بهم للحديث في شؤن العمل وجو ملاصق له يؤدي مهمته علي اكمل وجه.. لم يكن حائرا يبحث عن شهد.. فهو يعلم مسبقا انها ستظهر عاجلا ام اجلا فوق احد تلك الاركان.. القي نظرة علي رواد المكان يستكشف نوعيتهم.. وجد نفسه يحاول تخمين من منهم سيطيل النظر اكثر و من قد يسبب مشكلة و من قد يغازلها ومن قد ...يعجبها!.. حسنا.. لنا هنا وقفة يا يوسف! ها انت تشغل بالك بامور ليس لك فيها اي شان!! فلتنضم لصفوف المتفرجين و
جو نعم!..
عدوي اذيك يا واد
جو خلص.. مكلم ليه في جديد
عدوي عادي.. هو مفيش غير موضوع البت دي في الدنيا!.. بقولك اخبار الكلب بتاع عطا عندكوا ايه اصلي كنت عايز اسهر مع اصحابي.. مفيش مزز جديدة
توجس جو من السؤال.. اهي صدفة ام وصله خبر ما
فقال لا ..همة همة نفس الخلق.. ولا جديد و لا نيلة الواحد زهق
عدوي.. يعني اخدهم حتة تاني معقولة مفيش بنات جديدة جت من ساعة اخر مرة كن عندكوا!.. عطا بيفلس ولا ايه
جو بلا قرف يا شيخ ..هنا ملل اوي يا عم انا لولا باجي عشان الشغل مكنتش جيت..
عدوي ماشي و ولو اني كنت نفسي اشوفك..
جو بتقزز نفسك تشوفني!! تصدق معدتي قلبت.. اقفل ..اقفل انا ورايا شغل
وكنهاية معظم مكالماتهم التي تنتهي بقول اقفل! اغلق يوسف الخط..
حيره امر المكالمة و لكن عدوي لم يعد يقلقه فشهد امام عينيه الان.. حسنا يجب ان نعترف ان هناك حسنة لوجودها في الصالة..
اخيرا تحولت الموسي قي الهادئة الي صاخبة مما يعني صعود الفت يات.. هاهي تخرج ضاحكة في وسطهن مبهرة ..جذابة جدا.. ود لو يذهب اليها و يخبرها كم هي جميلة حقا ثم ان
تلك الم لابس تجعلها مغ رية بشدة.. احس فجأة بضيق في ص دره.. و سخونة الډماء في راسه.. يا رب صبرني هكذا تمتم .. اشارت لها زوزو الي مكانها فتوجهت اليه و صعدت تابعت زميلاتها في الحركات.. بدي عليها التوتر قليلا و لكنها في خلال دقائق اصبحت و كانها ترقص فوق هذا الركن العالي منذ الطفولة.. كانت ترتجل حركات ثم تعود لتؤدي معهن حركات جماعية.. كان الايقاع سريعا غربيا و قد بدا عليها الاستمتاع..
من مكانها العالي بحثت عنه .. ها هو .. ابتسمت له و لو حت بيدها فلوح لها وعل وجهه ابتسامة مقتضبة.. الم تثر اعجابه من المفترض ان تبهره.. لقد نظرت جيدا في المرآة قبل ان تخرج..
يبدوا فعلا انه يفضل غير النحيلات.. اصابها عدم هتمامه و نظراته التي تتفحص جميع من في الصالة الا هي بالاحباط.. و لكنها اصرت ان تنل اعجاب كل شخص اخر غيره حتي يدرك هو ما يفوته.. كما انها لا يجب ان تنسي الهدف الاساسي من تلك الوظيفة.. النقود
كانت تبتسم في وجه الجميع و تحرك شفاها مع كلمات الاغن يات ان جاء مقطع عاطفي وكانها توجه رسائل لبعض الاشخاص..
اول الغيث قطر.. ها قد بدأنا لقد قام احدهم باعطاءها رزمة صغيرة مدسوس بها رقم هاتف و اسم .. وضعتها في جيبها و ابتسمت للشخص في اڠراء..
و بعدها بدقائق اتي شخص اخر و القي عليها نقودا مبعثرة فانحت تجمعهم و هو يتابعها.. لم تدر لم اشعرتها تلك الحركة