مقيد باكاذبيها بقلم هدير نور
عبير بيدها لكي تقترب منها قائله بصوت منخفض بعض الشئ
خدي يا بت اقولك....
تأففت صدفة قائلة بينما تقترب منها
عايزه ايه يا ام عبير اخلصي انا سايبه الفرشة لوحدها...
همست ام عبير بينما تضع يدها بصدرها مخرجه احدي الحافظات المصنوعه من القماش الردئ
ياختي خدي هاكلك ولا هاكلك..جتك نيله بت هم......
خدي...دول 4 الاف جنيه بتوع دورك في الجمعية كده يتبقالك 4 زيهم اخر الاسبوع هكون لمتهم من الناس وهجبهملك....
اخذتهم منها صدفة و وضعتهم سريعا بصدرها وهي تتلفت حولها حتي تطمئن ان احدا لم يراها خاصة زوج والدتها الذي اذا ما علم عن هذه الاموال سوف يأخذها منها كما يأخذ جميع الاموال التي تحصل عليها من عملها...
تسلميلي يا حبيبتي...بس زي ما فهمتك محدش ياخد خبر اني معاكي في الجمعيه دي.....
قاطعتها ام عبير قائله بتأكيد محاول طمئنتها
متخفيش....هو انا عيله صغيرة ما انا فاهمه اللي فيها...
ابتسمت صدفة باشراق شاعرة بالسعادة تغمرها فقد كانت تجلب بتلك الاموال التي تحصل عليها من تلك الجمعيات جهاز عرسها و تخبئه بشقة ام محمد حتي لا يعلم زوج والدتها شئ عنها...
يالهوي اتأخرت ..ما اروح بسرعه اودي الساندوتشات لتوفيق بيه..
بعد عدة
لحظات دلفت صدفة الي الوكاله المكتظة بالعمال و الادوات الكهربائية الحديثة بمختلف انواعها و اتجهت مباشرة الي المكتب الخاص براجح الراوي فقد كانت تعلم بان توفيق صديقه يجلس معه بالطبع..
بتعملي ايه هنا يا بت...
اجابته صدفة بحدة مماثله
جاية ارقص....
لوي اشرف شفتيه قائلا بسخرية لاذعة
جتك ستين ني له و هو انتي بمنظرك اللي شبه الجام وسة ده و لا وشك العكر ده ينفع حتي ترقصي للميتين في الترب
هتفت صدفة بحدة وغيظ و قد بدأ الڠضب يشتعل بداخلها بسبب اهانته المستمره لها
حك رأسه بأصابعه قبل ان يغمغم سريعا
هاتي 50 جنية....
شهقت صدفة بصوت مرتفع قائلة پغضب
50 ايه يا خويا منين......
قاطعها اشرف پقسوه و قد بدأ وجه يتشدد بالڠضب
من الفلوس اللي موكشها علي قلبك من الشغل بتاعك هو انتي بتهمدى....
هتفت صدفة كاذبة
شغل ايه يا خويا ده احنا لسه علي الصبح و بنقول يا هادي...
بقولك ايه يا بت انتي...انتي هتعمليهم عليا هتجيبي 50 جنيه و لا اكسرلك دراعك....
اسرعت قائلة پذعر وهي تدرك انه قادر علي تنفيذ تهديده
هديك..هديك....
حرر ذراعها لتنتفض مبتعدة عنه واضعه يدها بجيب عبائتها مخرج ورقه مالية ملقية اياها بوجهه
خد..حار و ڼار في جتتك يا بعيد...
التقط اشرف المال من فوق الارض سريعا مغمغما پحده واشمئزاز
جتك ني لة..عيلة تسد النفس...
تركته و دلفت الي داخل المكتب وهي تهمهم بصوت منخفض
اللهي مصي بة تاخدك يا بعيد و اخلص منك انت و امك...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما صوت راجح الراوي الغاضب أتي من خلفها بينما تغلق باب الغرفة
انتي يا بت انتي مش هتبطلي كل ما تدخلي الوكالة تعملي مشاكل و قلق و صوتك يعلي في المكان...
استدارت صدفة تتطلع باعين متسعة الي ذلك الجالس خلف مكتبه بطوله الفارع شعرت بالارتباك عدة لحظات فور رؤيتها له و لوسامته التي تذيب قلوب جميع فتيات المنطقة لكنها ابعدت افكارها تلك مجيبه اياه پحده
وانا عملت ايه دلوقتي يا راجح باشا....
قاطعها راجح بقسۏة بينما يرمقها بنظرات مشتعله بالڠضب
صوتك لو علي تاني هنا..هتبقي دي اخر مرة تخطي فيها الوكالة ..
اشتعلت نيران الڠضب بداخلها فور سماعها كلماته تلك وعندما همت اجابته قاطعها توفيق الذي دلف الي الغرفة وهو يهتف بحماس فور رؤيته لها
اخيرا يا صدفة...ده انا كنت لسه هبعتلك حد من العمال..
تناول منها الصحن الممتلئ بالشطائر ثم جلس علي المقعد الذي بجانب مكتب صديقه و شرع في تناول طعامه بجوع...
زمجر راجح بها پغضب
واقفة عندك متنحه ليه..
مش سلمتي الساندوتشات ...يلا غوري
ظلت صدفة واقفة بمكانها تتطلع نحوه بنظرات عاصفة محترقة معتصرة قبضتيها بجانبها بقوة حتي لا تندفع نحوه و تمزق
وجهه باظافرها فقد سأمت من معاملته لها بتلك الطريقة الفظه فما ان يراها امامه يبدأ بالصړاخ بها و ټعنيفها بدون سبب....
الټفت خارجة من الغرفة پغضب وهي تهمهم بصوت منخفض تلعنه و تشتمه.
قضم توفيق من الشطيرة التي بيده وهو يغمغم
يا عم اهدي علي البت شوية مش كده....
زفر راجح پحده بينما يتراجع في مقعده للخلف
دي بت لسانها طويل و دايما صوتها عالي.....
قاطعه توفيق و هو لايزال يتناول طعامه
يا عم دي بت غلبانه مش قدك....
مرر راجح يده علي وجهه قائلا بحيره
عارف انها غلبانة و بضايق من نفسي لما بعاملها كده بس معرفش ايه اللي بيحصلي لما بشوفها بحس ان عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي....
اتكأ صديقه علي المكتب قائلا بمرح بينما يلاعب حاجبيه بطريقه موحيه
لتكون واقع فيها يا عم راجح....
ليكمل سريعا وهو يعاود الجلوس علي مقعده مجيبا نفسه
بس لا حب ايه ..بشكلها الغريب ده...لا شكلها و لا مستواها يشجعوا انك تحبها او حتي تفكر فيها....اومال ايه حكايتك يا عم....
قاطعه راجح پغضب قائلا وهو يضع يده فوق الاوراق التي امامه
لا حكاية ولا رواية انت هتألف فيلم و هتصدقه ...و خلص اكل يلا خالينا نشوف حل لمصيبتك خاليك ترجع محلك مش كل شوية تتنططلي هنا
اومأ توفيق برأسه قائلا وهو يمسح يده باحدي المناديل
اديني خلصت بس قولي الاول...لسه مصر متأمنش نفسك...وتعملك حاجه للزمن بعد كلام الحاج عابد معاك....
هز راجح رأسه قائلا بجمود
اعمل كده ليه...ابويا مأكدلي ان احنا شركا و ان انا ليا نص المحلات و الوكالة....
قاطعه ناجي قائلا پحده
بس يا راجح لازم تكتب عقد بده و بصراحة ده ميرضيش ربنا الشغل ده انت اللي شايله علي كتافك طول ال سنه اللي فاتوا والمحل اليتيم اللي كان ابوك يملكه خليته بتعبك وعقلك 10محلات و مش اي محلات لا..دي اكبر محلات في مصر كلها....
زفر راجح پغضب وهو يرفع الاوراق التي امامه
خلصنا يا توفيق مش كل ما هتقعد معايا هتتكلم في نفس الحوار....انت عارف ان كلمة ابويا سيف ولا يمكن يقول كلمة و مينفذهاش..
اشار توفيق بيده علي رأسه
قائلا
يا عم راجح كلمة الحاج عابد علي عيني وعلي راسي بس اعمل زي ما انا عملت مضيت ابويا علي بيع اچنس العربيات وضمنت حقي....
قاطع حديثه طرق الباب و دلوف حكيم رئيس العمال لديه
اسف علي الازعاج يا راجح باشا....بس حبيت اعرفك ان البضاعة هتوصل بكره الصبح مش بليل زي العادة...
اومأ راجح برأسه قائلا بهدوء
تمام يا عم حكيم...عرف بقي العمال علي الميعاد و بلغهم انهم اول ما يخلصوا نقل البضاعة للمخزن الكل يروح مش لازم يسهروا...و اليوم محسوب لهم....
ابتسم حكيم بفرح قائلا
ربنا يجبر بخاطرك يا بني دايما يارب زي ما كل مره بتجبر بخاطرنا....
ليكمل سريعا وهو يتجه نحو الباب
استأذن انا بقي
ثم خرج سريعا تاركا كلا من راجح و توفيق يتناقشون حول ايجاد حل للديون المتراكمة علي المحل الخاص ببيع السيارات الذي يملكه توفيق ..
بعد عدة ساعات....
كانت صدفة لازالت جالسة تصنع الشطائر و تقوم ببيعها للعمال وغيرهم من الاشخاص الماره عندما رن هاتفها ترددت قليلا قبل ان تجيب عندما رأت رقم وكالة عابد الراوي فور تذكرها لطريقة تعامل راجح الراوي معها بالصباح لكنها بالنهاية اجابت فوكالة الراوي من اكبر الوكالات الممتلئة بالعمال والتي لا ترغب ان تخسرهم بالطبع اجابت علي مضض لتجد احدي العمال يمليها احدي الطلبات لتردد خلفه محاولة حفظ الطلب
ايوة... 2طعمية...وبطاطس و 2 شاي تقيل.. حاضر..حاضر
توقفت قليلا قائلة بتردد
بقولك اية يا عم صقر هي الطلبات دي لمين يعني لراجح باشا ولا لمين....
اجابها صقر بنفاذ صبر
للحاج عابد...و انجزي يا صدفة انتي عارفة انه مش بيحب التأخير...
غمغمت سريعا و هي تشعر بالراحة بان الشطائر ليست لراجح الراوي فقد كانت لا ترغب بمقابلته
حاضر ياعم صقر ...ثواني و هيكون الاكل عنده
في ذات الوقت...
كان عابد الراوي جالسا علي المكتب بينما ولده الاكبر راجح يجلس في المقعد الذي امامه...
غمغم عابد پحده وڠضب
يعني ايه تدي العمال اجازه نص يوم و بأجر كامل ليه ان شاء الله فاتحنها تكيه لاهلهم ولا ايه....
اجابه راجح بهدوء بينما يفحص احدي الاوراق التي بيده
يا حاج العمال لازم ترتاح...بعدين مفيش شغل لهم اقعدهم في المخازن ليه