روايه مزرعه الدموع للكاتبه منى سلامه
كاد يصل الى الباب حتى فتح والدها الباب وبصحبته ريهام .. أقبل الاثنان عليها فى لهفة .. قال والدها فى هلع
بنتى حبيبتى .. ياسمين .. ايه اللى حصلها
طمأنه عمر
متقلقش هى كويسه .. الدكتورة قالت انها نايمه من التعب وممكن تصحى على بكرة
جلست ريهام بجوارها تبكى فى صمت .. ثم خرجت من الغرفة .. الټفت عبد الحميد الى عمر قائلا
تنهد عمر فى حسرة قائلا
لسه معرفش أنا خدتها وجيت على هنا على طول .. وسبت أيمن هناك مع البوليس
عادت ريهام حاملة معها بونيه للرأس .. ألبستها اياه لتخفى شعرها المنساب .. نظر عمر الى ريهام مبتسما .. ثم خرج من الغرفة ليجد كل من كرم و أيمن .. اتجه اليه أيمن قائلا
ها ايه الأخبار
كويسه الحمد لله .. قولى انت عملت ايه
قال أيمن
قبضوا على واحد من الاتنين .. والتانى هرب بس بيدوروا عليه
سأله عمر
عرفوا هما مين
هز أيمن برأسه نفيا ثم قال
لا لسه هما خدوه على القسم عشان يبدأوا التحقيق .. وعلى فكرة الفلوس معايا فى العربية .. وكمان جهز نفسك عشان تروح القسم لأن أكيد هيطلبوا أقوالك .. وكمان أقوال ياسمين
بكرة ان شاء الله هروح القسم .. لكن النهاردة مش هقدر أمشى من المستشفى واسيبها .. وكمان هتصل بالأستاذ شوقى يجيلى الصبح ان شاء الله .. لازم اللى عمل كده ياخد جزاءه .. مش هرتاح الا لما يتسجنوا هما الاتنين
قال كرم
مطمئنا اياه
متخفش ان شاء الله هيتسجنوا .. القضية لبساهم لبساهم
رن هاتف عمر فرد قائلا
قالت كريمه بلهفه
أيوة يا عمر طمنى على ياسمين
بخير يا ماما الحمد لله .. هى نايمه دلوقتى والدكتورة طمنتنى عليها
قالت بإرتياح
الحمد لله .. بكرة ان شاء الله أنا وباباك هنيجى نزورها
ان شاء الله يا ماما
هتبات عندك ولا هترجع
لأ هبات مش هقدر أسيبها فى المستشفى وآجى
باباها وأختها عندك مش كده
طيب يا حبيبى لو احتجت حاجه كلمنى .. وعلى فكرة حسابي معاك بعدين عشان روحت لوحدك لمچرم زى ده من غير ما تعرفنى
ماما نتكلم بعدين فى الموضوع ده
ماشي يا عمر .. وخلى بالك من نفسك .. وابقى طمنى عليها
ماشى يا ماما مع السلامة
مع السلامة
قضت ريهام ليلتها بجوار أختها .. أما عبد الحميد و عمر جلسا على مقاعد الإنتظار خارج الغرفة .. كان عمر على تواصل طيلة الليل مع كرم و أيمن اللذان يحضران التحقيقات بقسم الشرطة و بالمكان الذى تم اختطافها فيه
بابا فين
قال عمر بلهفه
ثوانى وراجع .. هى فاقت
أومأت برأسها ايجابا وقالت
أيوة .. هروح أنادى للدكتوره
دخل عمر ليجد ياسمين وقد فتحت عينيها تنظر من نافذة الغرفة .. اقترب منها .. أحست بوجوده .. نظرت اليه .. تلاقت نظراتهما فى صمت .. كان عمر ينظر اليها بشوق ولهفه وحنان و .. حب .. أما هى فكانت تتذكر ما فعله من أجلها الليلة الماضية .. كيف خاطر بحياته .. كيف قدم ماله .. كيف حماها .. كيف أنقذها .. شعرت بقلبها يخفق لهذا الرجل الواقف أمامها ..وجدته يقترب أكثر .. جلس بجوارها .. فانتبهت وأشاحت بوجهها قائله بحرج بصوت خاڤت ومبحوح من أثر تعب الليلة الماضية
لو سمحت مينفعش كده
تجاهل ما قالت .. نظر اليها بحنان قائلا
انتى كويسه .. كنتى خاېف عليكي أوى
أعادت ما قالت بحرج أكبر وهى تحاول أن تبتعد عنه
لو سمحت بجد مينفعش كده
قام من مكانه ووقف بجوارها ونظر اليها وابتسم بخبث قائلا
ايه المشكلة يعني
احمرت وجنتاها بشدة ونظرت اليه نظرة صارمه .. ضحك عمر قائلا
لأ كده اطمنت عليكي .. الډم رجع ينور وشك تانى
صمت برهه ثم قال وهو ينظر اليها نظرة متوعده
اعملى حسابك .. أنا مش هقدر أستحمل الوضع ده كتير .. أنا سبتك تدلعى بما فيه الكفايه .. بس خلاص صبرى نفذ
نظرت اليه
بإستغراب قائله
يعني ايه
لمعت عيناه بشوق قائلا بإبتسامه عذبه
يعني خلاص معدتش قادر أبعد عنك لحظة .. لولا انك تعبانه والظروف اللى انتى فيها أنا كنت جبت المأذون وكتبت عليكي حالا
خفضت عيناها وتلون وجهها مرة أخرى .. تأملها مبتسما .. لحظات ودخل عبد الحميد واقترب منها قائلا
ياسمين .. عامله ايه دلوقتى
ابتسمت له قائله
الحمد لله يا بابا .. اطمن
مسح على رأسها وجلس بجوارها مرددا
الحمد لله والشكر لله .. الحمد لله والشكر لله
حضرت الطبيبة وطمأنتهم على حالها ثم دعت لها بالشفاء وخرجت .. حضرت ريهام ومعها طرحه وساعدت ياسمين على ارتدائها .. سألها عمر بإهتمام
احكيلى اللى حصل بالظبط يا ياسمين
تنهدت ياسمين ثم قصت عليهم كل شئ بدءا من مكالمة مها .. وحتى وجدها عمر .. صاح عمر بحنق
يعني اللى اسمه .. جاءت الشرطة لأخذ أقوالها وأقوال عمر .. خرج عم عبد الحميد و ريهام واستمع الظابط لرواية ياسمين .. كانت تقص عليه ما حدث بالتفصيل وهو يقاطعها بالأسئله .. حتى سألها
وازاى عرفتى انه طليقك .. انتى قولتى انهم كانوا مغميين عنيكي ومكنش حد فيهم بيتكلم أدامك
قالت بإرتباك
هو اتكلم فى مرة فسمعت صوته وعرفته
سألها الظابط
اتكلم قالك ايه
توترت أكثر ثم قالت بصوت خاڤت
شتمنى
ليه
صمتت قليلا وهى تتجنب النظر الى عمر الذى يراقبها بإهتمام .. ثم قالت
عشان زقيته برجلى ووجعته
قال الظابط
ليه هو حاول ېتهجم عليكي
أومأت برأسها وهى تنظر الى أسفل .. اڼفجرت الډماء فى وجه عمر واشټعل ڠضبا .. فأكمل الظابط قائلا
على العموم احنا مسكنا شريكه .. وجارى البحث عن طليقك .. وكمان جبنا اللى اسمها الدكتورة مها أنكرت كل حاجه فى الأول خاصة ان الخط اللى كلمتك منه مش خطها ومش بإسمها .. بس لما شدينا عليها اعترفت خاصه لما أوهمناها ان عندنا أدلة ضدها .. وان شاء الله قريب هنمسك طليقك هو كمان
أومأت برأسها فى صمت .. أعطاها المحضر لتمضى عليه هى وعمر .. انصرف الظابط ومن بصحبته .. فالټفت اليها عمر قائلا بحزم
متقلقيش لو معرفوش يوصلوله أنا هلاقيه وأخليه يندم على اليوم اللى اتولد فيه
نظر والى التصميم على وجهه .. فأكمل قائلا
أنا هعرفه ازاى يتعرض لمراتى
خفق قلبها لكلمته .. نظرت اليه مندهشة فوجدته ينظر اليها بحنان مبتسما
أيوة مراتى
دخلت ريهام وأعقبها والدهما .. بعد فترة جاءت كريمه و نور و سماح لزيارتها والإطمئنان عليها .. سعدت ياسمين للغاية بتلك الزيارة وبإلتفاف كل من تحبهم حولها .
فى نهاية اليوم سمحت الطبيبة ل ياسمين بالمغادرة .. عاد الجميع الى المزرعة .. بقيت سماح مع صديقتها فى غرفتها في حين كان أيمن و كرم فى منزل عمر .. جلست سماح بجوار ياسمينعلى السرير قائله
قلقتينى عليكى .. كنت حسه انى ھموت من الړعب
ابتسمت ياسمين فقالت ريهام
كنت حسه انى عايشة فيلم ړعب .. أختى مخطوفه واللى خطڤها طالب فديه .. حاجه ولا فى الأحلام .. دايما بقرأ الحوادث دى فى الجرايد بس عمرى ما تخيلت انها تحصل معانا
قالت ياسمين
الحمد لله انها جت على أد كده
قامت ريهام قائله
هروح أطمن على بابا .. اليومين اللى فاتوا الضغط على عليه أوى
شعرت ياسمين بالأسف .. لأنها سبب تعب والدها .. نظرت اليها سماح قائله
أكيد التجربة كانت صعبة عليكي أوى
تنهدت ياسمين بأسى قائله
جدا .. كنت مړعوپة .. مكنتش فى الأول عارفه هما عايزين منى ايه .. ولا هما مين .. وبعد ما عرفت اټرعبت أكتر
ثم قالت پألم
أكتر حاجه ألمتنى .. لما اكتشفت ان مصطفى واحد منهم .. بجد مكنتش متخيله ان الانسان ده جواه السواد ده كله
قالت سماح بتقزز
بجد حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. ربنا ينتقملك منه
قالت ياسمين بصوت مټألم
تخيلى لو كنت لسه مراته لحد دلوقتى .. كان زمانى کرهت نفسي .. الحمد لله انى خلصت منه
الحمد لله .. فعلا ربنا خلصك منه
ساد الصمت قليلا .. ثم قالت سماح مبتسمه
أيمن قالى ان عمر كان ھيموت من خوفه عليكي .. أول ما طلبوا الفدية مترددش انه يدفعها .. كان أهم حاجه عنده انك ترجعى سليمه
ابتسمت
متتصوريش أنا كنت حسه بإيه .. فاكرة أخر مرة كنت عندك لما قولتلك انى مش عارفه طباعه وخاېفه يخليني اقلع الحجاب او يلبسنى مكشوف او ميغرش عليا .. لما عمل كده حسيت ان مخاوفى دى راحت .. أنا عارفه انه عمل كده غيره .. يعني مش عشان حلال وحرام .. بس الغيره اللى عنده دى بتديني أمل ان جواه حاجه كويسه .. هو بس ملقاش اللى يوجهه .. عارفه مخلاش حتى كرم يقرب منى ويشوفنى وأنا فى الحالة دى
أكملت مبتسمه
تعرفى ان الممرضة اللى كانت معايا قالتلى خطيبك ده بيحبك أوى وبيغيرعليكي أوى .. استغربت .. لقيتها بتقولى انه مرضاش يخلى الدكتور يكشف عليا وأصر انهم يجيبولى دكتورة .. وقالهم لو مجبتولهاش دكتورة أنا هخدها مستشفى تانيه .. متتصوريش لما قالتلى كده أنا حسيت بإيه .. بجد على فى نظرى أوى أوى .. وحسيته راجل بجد
صمتت قليلا ثم قالت وابتسامة جميلة فى عينيها وعلى شفتيها
أنا بحبه أوى يا سماح
ضحكت سماح قائله
الله أكبر .. بركاتك يا عمر .. كان لازم تتخطفى يعني عشان نسمع الإعتراف ده
ضحكت ياسمين فى خجل قائله
أنا كنت شكه بس خلاص دلوقتى اتأكدت .. أنا فعلا بحبه يا سماح .. واللى حصل ده كله خلانى أشوفه راجل بجد .. وحسه انه بشوية توجيه ممكن حاجات كتير فى حياته تتغير
ابتسمت سماح قائله بخبث
طبعا عشانك يا قمر ممكن
كل حاجه فى حياته تتغير
عادت ريهام لتنظر اليهما قائله فى مرح
ايه مش تضحكونا معاكوا .. والا الاكتئاب والعياط ل ريهام .. والابتسامه اللى من الودن للودن ل سماح
قالت سماح