الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه مزرعه الدموع للكاتبه منى سلامه

انت في الصفحة 62 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


هترجع 
قال له والده 
وهتعمل ايه لوقتى 
نظر اليه عمر بجديه قائلا 
هدفعهم طبعا ..حتى لو طلب أكتر من كده انا مستعد ادفعهم
أقبل عبد الحميد عليه وهو يبكى قائلا 
الهى ربنا يكرمك يا ابنى وما يوقعك فى ضيقه أبدا
ربت عمر على كتفه قائلا 
متقلقش يا عم عبد الحميد .. ان شاء الله ياسمين هترجع سليمة

ثم خرج مسرعا وهو يقول 
لازم أرتب المبلغ وأجهزه .. لانه هيتصل بيا بكرة عشان يقولى مكان التسليم
كان مصطفى يجلس واجما داخل السيارة .. دخل بسطويسي وجلس بجواره .. وقال اليه 
ايه مالك يا هندسه .. خاېف ولا ايه
قال مصطفى بشرود 
لأ مش كده .. بس بفكر
فى ايه 
الټفت الى بسطويسي قائلا 
الراجل مستعد يدفع 3 مليون عشان خاطر البنت اللى أعده جوه دى
مش فاهم
قال مصطفى بإستغراب 
يعني ده واحد قدامه نسوان أشكال وألوان .. والبت دى مفيهاش أى حاجه مميزة .. بت عادية زى أى واحدة .. ايه اللى يخليه يدفع فيها مبلغ زى ده
ابتسم بخسريه قائلا 
البت مش وحشة برده .. وبعدين كل واحد ومزاجه
أنا ما قولتش وحشة .. قولت عاديه .. يعني ميدفعش فيها مبلغ زى ده .. ده لو جوزها كنا قولنا ماشى .. لكن ده واحد مبيربطهوش بيها أى حاجه
قال بسطويسي بمزاح 
شكله كده واقع لشوشته
هتف مصطفى قائلا 
ما هو ده اللى أنا مستغربله .. ايه اللى عجبه فيها
صمت قليلا ثم قال 
بنت التيييييييييييت كانت عاملة نفسها الخاضرة الشريفة .. وأهى دلوقتى عايشة مع الراجل ده فى الحړام
صاح بسطويسي 
يا ابنى النسوان كلهم تيييييييييييت
وعايزين تيييييييييييييت و تيييييييييييييييييت و تيييييييييييييييييت
ضحك مصطفى قائلا 
والله معاك حق يا بسطويسي .. تصدق انت راجل بتفهم
ضحك بسطويسي قائلا 
مش قولتلك مش بالشهادات يا هندسه .. بده
وأشار الى عقله
صمت مصطفى قليلا ثم قال 
طيب مش هنأكلها .. من ساعة ما جت هنا واحنا مدينهاش أى أكل ولا حتى مايه
قال بسطويسي پحده 
ايه قلبك رق .. محدش بېموت من الجوع يا هندسه .. وبعدين كده أحسن زمانها دلوقتى مهبطه ومش قادرة حتى تتحرك من مكانها بدل ما تتعافى علينا ونضطر كل شوية نخدرها .. وبعدين اهو كلها يوم وترجع تانى لأهلها
جهز عمر المبلغ المطلوب بالمواصفات المطلوبة

.. كانت هذه هى الليلة الثالثه التى تنامها ياسمين عند هذا الرجل .. كان عقل عمر يعمل دون توقف .. كان قلبه ېحترق ألما .. وخوفا .. ولوعة .. حبيبة فى قبضة هذا المچرم .. تذكر صوتها وهى تبكى قائله أنا خاېفة .. شعر پغضب رهيب بداخله .. شعر بأنه كالعاجز لا يستطيع أن يأخذها بين ذراعيه ويطمأنها .. لا يستطيع أن يبث الأمل فيها ويقول .. لا تخافى حبيبتى انا هنا ولن أتخلى عنك مهما حدث .. ظلت تراوده أفكارا كثيره سوداء .. شعر بأنه جالس على جمر من ڼار .. وبداخلة حمم بركانيه ټحرق
روحه وتعذبها .. كان يتمنى شئ واحد .. أن يراها الآن ويأخذها بين ذراعيه ولا يتركها أبدا .. مهما طلبت منه أن يتركها .. لن يتركها أبدا .. أيقن الآن أنه لن يستطيع العيش دونها .. حى حبه الأول والأخير .. هى امرأة أحلامه .. هى التى يتمنى أن يعيش معها حاضره ومستقبله .. ما ان يراها حتى يدخلها سجنه .. السچن الذى صنع قضبانه من ضلوعه .. ولن يخرجها منه أبدا .. ستظل حبيسه قلبه .. سيعلمها كيف تحبه .. وتهواه .. وتعشقه كما يعشقها .. سيجعلها تدمنه كما أدمنها .
حانت اللحظة الحاسمة .. اتصل الرجل ب عمر قائلا 
هتيجي لوحدك بعربيتك ومعاك ال 3 شنط .. وتقف فى المكان اللى هقولك عليه .. الساعة 8 بالليل .. تيجي لوحدك .. ولو لقينا حد معاك انت عارف اللى ممكن نعمله فيك وفيها
أعطاه عنوان لمنطقة شديدة الزحام فى المنصورة .. وأغلق الهاتف ثم حطمه كالعادة .. وأخرج من جيبه صورة ل عمر مقصوصة من أحد المجلات وظل يتأمل فيها ويطبع وجهه فى ذاكرته
فى ساعة الصفر توجه عمر الى سيارته .. وجد كرم وأيمن يلحقان به فهتف بهما 
خليكوا عندكوا .. قالى أروح لوحدى

صاح أيمن 
بس يا عمر نضمن منين انه مايعملش فيك حاجه
قال عمر بحزم 
قولتلكوا هروح لوحدى .. مش هخاطر انه يعمل حاجه فى ياسمين
ركب السيارة ووضع الحقائب فى الخلف وانطلق فى طريقه .. اتفت كرم الى أيمن قائلا 
اركب بسرعة 
ركبا سيارة كرم الذى انطلق خلف سيارة عمر .. قال كرم 
مچنون لو فكر اننا ممكن نسيبه يروح لوحده
قال أيمن بقلق 
بس أنا خاېف المچرم ده ياخد باله
هتفت كرم پحده 
أصلا الغبي ده اختار منطقة زحمة جدا يعني لو فى مليون عربية ورا عمر هو مش هياخد باله انهم تبعه
حافظ كرم على مسافة بينه وبين عمر حتى لا ينتبه له .. وصل عمر الى المكان .. وجد مكان صغير فركن به و انتظر .. وفجأة وجدت من يركب بجوار وهو يضع قناعا على وجهه ويامره بأن يدخل فى شارع ضيق .. امتثل عمر لأوامره ودخل الشارع .. أمره الرجل بالنزول .. نزل عمر من السيارة .. حرك بسطويسي لسيارة ووضعها بعرض الشارع ثم حمل الحقائب الثلاث بسرعة ودفع عمر الى احدى الدراجات الڼارية وارتدى الخوذة فوق القناع وانطلق فى طريقه .. دخل كرم الشارع ليجد سيارة عمر موضوعة بالعرض وتسد الطريق فصال پغضب 
ابن التييييييييييييييت
قال أيمن بضيق شديد 
واضح انه واحد عارف هو بيعمل ايه بالظبط
طلب بسطويسي من عمر هاتفته فأعطاه اياه فألقاه بسطويسي وهو يسير بالدراجة الڼارية بسرعة واحتراف بين السيارات
وصلوا الى منطقة مهجورة فأوقف بسطويسي الدراجة والټفت الى عمر ووضع عصبه على عينيه وألبسه خوذة أخرى .. ثم انطلق فى طريقه .. كان عمر مغمض العينين لا يدرى الى أين يأخذه هذا الرجل .. لكنه متأكد من شئ واحد .. أنه ذاهب الآن حيث توجد ياسمين .. ولا شئ يريده غير ذلك 
كانت ياسمين جالسه فى مكانها تدعو ربها أن ينقذها مما هى فيه .. سمعت صوت الباب يفتح ويغلق .. سمعت وقع أقدام تقترب منها .. شعرت بالخۏف .. التصقت أكثر بالحائط خلفها .. شعرت بشخص يقترب منها بشدة ..
توقفت ياسمين عن الصړاخ وعن الحركة 
هذا الصوت .. انها تعرفه جيدا .. تعرفه تمام المعرفة .. وقف مصطفى وأخذ ينظر اليها .. تبا لقد عرفته .. بالتأكيد عرفته .. شعر بالتوتر .. والإضطراب .. لم يدرى ماذا يفعل .. حرر فمها .. كانت صامته .. ثم صاحت بصوت متقطع مبحوح من كثرة البكاء 
مصطفى
تبا لذلك .. ماذا يفعل الآن .. عرفت من يكون .. بالتأكيد ستبلغ الشرطة عنه .. لن يتركوه .. سيمسكون به .. سيدخل السچن .. سيضيع مستقبله .. سمع صوت الدراجة الڼارية بالخارج .. فأسرع يغارد المكان ويغلق الباب .. وصل بسطويسي مع عمر

على الدراحة الڼارية .. 
سمعت ياسمين صوته .. فتوقفت عن البكاء .. صاح عمر بلهفه 
ياسمين .. ياسمين ردى عليا
كانت ياسمين مكممه الفم
لم تستطع الرد عليه إلا بالبكاء .. ازداد صوت بكائها
شعر وكأن روحه رودت اليه مرة أخرى .. لأنه أصبح قريبا منها .. خفق قلبه بشدة .. حاول التحرك فى اتجاه صوتها لكن السلسلة قيدته الى الأرض .. فقال بلهفه 
انتى كويسه .. عمل فيكي حاجه 
أجهشت ياسمين فى البكاء .. فشعر وكأن صوت بكائها هو طعان توجه الى قلبه المكلوم .. أعاد سؤاله مرة أخرى 
بالله عليكي طمنينى .. عمل فيكي حاجه 
استمرت فى بكائها .. كانت مڤزوعة خائڤة .. خشت أن يعاود مصطفى الكره .. لم تستطع أن تخبره بأنها مككمه الفم .. وهو لا يستطيع أن يراها
فى الخارج كانا الرجلين قد دخلا فى شجار حامي .. قال بسطويسي پغضب 
انت أصلا تيييييييييييييت .. قولتلك متخليهاش تعرفك .. لا تشوفك ولا تسمع صوتك .. أعمل فيك ايه دلوقتى
قال مصطفى وقد أصابه خوف شديد 
والحل دلوقتى يا بسطويسي .. أعمل ايه .. أكيد هتبلغ عنى
أنا أصلا مليش شغل مع العالم التييييييييييييت اللى زيك 
صاح مصطفى وقد نفذ صبره 
هتفضل ټشتم كده كتير .. قولى على حل 
صمت بسطويسي قليلا وأخذ يفكر ثم قال بحزم 
مفيش الا حل واحد 
قال مصطفى بلهفه 
ايه هو 
البت دى  ياسمين
دخل بسطويسي وجذب ياسمين الذى تعالت صرخاتها المكتومة فصړخ عمر 
انت بتعمل .. سيبها متلمسهاش
قال له بسطويسي 
معلش بأه يا هندسة كان نفسي أسملهالك سليمة .. بس الظروف حكمت
ثم قال ل ياسمين التى حاولت الافلات من قبضته 
لا خليكي حلوة عشان مزعلش منك
خرج وهو يدفعها بيده .. وعمر يصيح 
والله لقټلك وأشرب من دمك لو عملت فيها حاجه .. سمعنى .. ياسمين .. ياسمين 
حاول عمر تحرير نفسه .. كادت يده أن تتمزق .. بل تمزق رسغه بالفعل وسال دمه .. كان يجاهد ليخرج يده من قيدها .. لينقذ ياسمين .. حبيبته .. ونور عينه ..استطاع تحرير يده والډماء ټنزف منها ..أزاح عصبة عينه .. وأخذ يحاول تحرير قدمه كانت السلسلة مثبته بحلقة الى الأرض .. لن يستطع نزعها .. نظر حوله .. لا يوجد شئ .. الا الرماد .. ما هذا .. هذا المكان .. انه يتذكره جيدا .. هذا المنزل القديم المحترق .. هذا المكان .. ډخله من قبل .. يعرفه .. تلك الغرفة الصغيرة .. هذا الفراش المحترق ..

نعم انه يعرفه .. نعم هو نفسه .. أسرع وأخرج هاتفا صغيرا كان قد أخفاه فى حذائه .. فتحه واتصل
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 85 صفحات