السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ل اسما السيد

انت في الصفحة 16 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


نظرة جلد يدها المنكمش من كثرة تواجد بالمياه
فبدى توجسة بالوضوح وتيقن بأنها هى لا غيرها من كان يصنع تلك الجلبة
فتحدث على مضض قائلا امى قلقت عليكى وعايزة تطمن
علشان كدا بعتتنى عندك
ارتسمت علامات الاستفهام على محياها التى
يتوارى خلف نقابها
وقالت بصوت خفيض لية هو فية اية انا كويسة ومفيش حاجة
إياد متسائلا انتى كنتى بتمسحى الشقة مش كدا

آيات بتلقائية ايوة انا
ضم شفتية وأومأ براسة ايجابا ومن ثم تحدث قائلا 
اممممم وانتى اللى كنتى بتنقلى العفش وتحركية
آيات بخفوت وخجل انا اسفة لو كان الصوت ازعجك بس انا خلاص خلصت
تحدث إياد بأمتعاض شعرت بة آيات بنبرة صوتة قائلا 
اومال الست منى هانم بتعمل اية وازاى تسيبك
تعملى شغل البيت لوحدك وهى عارفة ان دة غلط ع الحوامل
ابتسمت آيات بسخرية من خلف نقابها وهى تتمتم بداخلها اة حامل
فرفع إياد بصرة اليها وتحدث على مضض قائلا 
اومال هى فين مش شايفها يعنى
آيات بخفوت واقفة بالبلكونة لحد ما اخلص
ضحك إياد بأستخفاف قائلا لا والله كتر خيرها وسيباكى انتى
لوحدك تشيلى العفش التقيل وتنقلى وتسحبى وتمسحى
آيات مدافعة لا استنى متظلمهاش هى اللى
كانت بتنضف الاول بس رجليها اتزحلقت ووقعت ع الارض
ومقدرتش تقف عليها وانا اللى كملت بدالها
وسابتنى ودخلت البلكونة لانها كانت قاعدة ع الكراسى
اللى كنت بنقلها لمكانها فسابتنى علشان تخلينى اكمل براحتى
إياد بحنق لو سمحتى ادخلى ناديلها
فأنصاعت آيات الى رغبتة وذهبت بأتجاة الشرفة
شعرت منى بقدومها فتوقفت عن البحث ورتبت المكان
حيث كان وهى تهمهم ييييي مش واقتك كنتى
استنى شوية خلاص مبقاش فاضل الا اصيصين
واكيد الجواب موجود بواحد فيهم
فدلفت آيات اليها وقالت لها بأن إياد ينتظرها بالخارج
فأندهشت منى لذلك سارت بأتجاة آيات بخطى ثابتة
عكس ما كانت تدعى من قبل فكانت تسير بترنح لكى تجعل آيات تصدق
انها تعانى من إلتواء بكاحلها والان فيبدوا انها قد تناست هذة الكذبة
وبدأت تسير معتدلة كما وكأنها لم يصيبها اى شئ
وعندما رأها إياد امامة ظل يوبخها لانها تركت
زوجة شقيقة وهى بتلك الحالة تفعل
كل هذا المجهود التى بذلتة بمفردها
نظرت آيات الية بغموض من انفعالة
فصدمت منى من نبرتة وحاولت الدفاع عن حالها
وظلت تدعى بأن كاحلها إلتوى آسفلها فلم
تخيل علية اكاذيبها وإدعائاتها
ومن ثم استأذنت منى بالرحيل فرمقها آياد وهى تهبط الدرج
بمنتهى الطبيعية فأين هى اصابتها الان
لم تنتبة آيات الى خطوات منى نظرا لطيبتها وسذاجتها المفرطة
فهمهم إياد بصوت خفيض انا عارف نيتك يا منى
بس مش هسمحلك ابدا انك تعملى اى حاجة تنكدى بيها عليهم
وڠصب عنك وعن اى حد الحمل هيتم
وابن اخويا هينور بيتنا بعد كام شهر
داخل شقة مصطفى بدر العطار
فى صباح يوم ما دلف مصطفى الى حجرة نومها يبحث عن ساعتة
فشعرت بة آيات وافاقت من نومها 
فقالت الية بخفوت صباح الخير
تحدث مصطفى بإقتضاب دون النظر بإتجاهها صباح النور
ومن ثم اسطرد متسائلا مشفتيش الساعة بتاعتى الجديدة
عمال ادور عليها من بدرى ومش لاقيها
نهضت آيات عن فراشها مسرعة وهى تقول 
استنى انا شيلهالك بالدرج اللى ف الدولاب
لم تنتبة انها ترتدى ملابس النوم الحريرية الناعمة
وظلت تبحت عن الساعة الذى يبحث عنها زوجها
فنظر اليها مصطفى وبدأ صدرة يعلو ويهبط بشدة
فتحدث بحنق وهو يمضى مغادرا الحجرة خلاص مش مهم
فتحدثت آيات بلهفة استنى اهى انا لقتهالك
اقبلت الية تعطية إياها فجذبها من بين اناملها بشدة وڠضب
فنظرت الية آيات غير مستوعبة ڠضبة فقالت اية يا مصطفى فى اية
تحدث مصطفى وهو ينظر اليها بإزدراء من منبت شعرها الى اخمص قدميها 
اية اللى انتى لبساة دة
نظرت آيات الى جسدها وما ترتدية وقالت اية يامصطفى قميص
مصطفى بحنق ولية لبساة
اندهشت آيات من تسائلاتة فقالت الله واية يعنى الجو حر
وانا ف شقتى وجوا اوضتى يبقى لية مكنش براحتى
فتحدث مصطفى بصرامة قائلا القرف دة مش عايز اشوفك لبساة تانى
آيات بأندهاش شديد اية قرف انا لابسة قرف
مصطفى بإمتعاض ايوة قرف واسمعى الكلام من غير مناهدة
مش عايز اشوفك لابسة لبس زى دة تانى وحضرى نفسك تروحى
تقعدى عند مامتك كام يوم
آيات بعدم استيعاب اية اروح عند ماما اقعد عندها طب لية
مصطفى بنفاذ صبر بقولك اسمعى الكلام انا عايز اقعد
لوحدى شوية ومش عايز اشوفك أدامى
اطلقت آيات العنان لكلماتها المرتجفة تخرج من بين شفتيها
والخۏف والرهبة تسرى بداخل شرايينها وتحدثت قائلة 
لية كدا بس انا عملت اية ماانا بنامف اوضة لوحدى
وانت ف اوضة لوحدك وعمرى ما ضايقتك ولو كان على لبسى
فحاضر مش هلبس قمصان تانى وهنام ببچامات ولا حتى جلاليب
بس خلينى هنا انا مش عايزة اروح اعيش مع جوز ماما الله يخليك
مصطفى بإصرار بقولك اسمعى الكلام ومتناهديش معايا
آيات بحزن عميق تخلل بقوة الى روحها المعذبة طب انا عملت اية
ضايقك منى موضوع الحمل وانا سكت ووافقت
اننا بعد كام شهر هنقولهم انى اجهضت وربنا يسامحنى
ويغفرلى لانى هكدب
ومن ثم ازدردت لعابها المرير قائلة بإستجداء مستعطفة مشاعرة 
مش دا كان طلبك يا مصطفى وادينى بسمع كلامك اهو وكل
اللى بتؤمرنى بية بنفذة وبقول حاضر
نظر اليها مصطفى نظرة انكسار ولكنة تمالك من حالة قائلا 
لاء هتمشى يعنى هتمشى وتستنى هناك لحد ما اجى اخدك
ومن ثم مضى بطريقة تاركا آيات خلفة
شعرت وكأن قلبها سوف يهوى ارضا وتتوقف دقاتة 
رمت بثقل جسدها على فراشها الكئيب غمرت وجهها
بوسادتها التى بللتها بدموعها الحارة الاليمة
واحزان قلبها تتفاقم وروحها قد زهقت بلا رحمة
فقررت ان تذهب الى والدتة وتقص عليها بعضا من الحقيقة المؤلمة
فهذة السيدة العطوف دوما كانت تغمرها بحنانها وكانت دوما محض
اعتناء من الجميع
البارت الثانى عشر 
ذكريات الماضى وكل حياتى
داخل شقة بدر العطار
توجة إياد الى باب الشقة ليغادر الى عملة
ففوجئ بآيات تقف على مقربتا من باب شقتهم
فالقى عليها الصباح ومن ثم مضى مغادرا الى عملة الجديد
فاليوم هو اول يوم لدية بوظيفتة بإحدى شركات الديكور
ولم ينتبه الى سيل الدموع الذى قد بلل نقابها القاتم
دلفت الى الداخل فوجدت رقية ترفع الاطباق الفارغة عن الطاولة
فرحبت بآيات بشدة لكونها منذ شهر لم تزورهم بشقتهم
فهكذا كانت رغبتهم لكى يؤمنوا لها راحتها وحريتها بداخل شقتها
فتحدثت رقية مبتسمة اة لو كنتى قربتى 5 دقايق كنتى
لحقتى الفطار بس ولا يهمك انا هحضرلك الفطار حالا
ونقعد بقى انا وانتى ونرغى سوا على الاقل تسلينى بدل
ماانا قاعدة لوحدى عمك بدر نزل ع القهوة
وإياد الله يوفقة يارب راح الشغل وملك نايمة ف اوضتها
ماما رقية مصطفى طردنى
هكذا تحدثت آيات قبل ان تجهش بالبكاء العصيب
فتركت رقية ما بيدها وتحدثت بإندهاش شديد 
اية مصطفى طردك طب لية لية وازاى يعمل كدا
ظلت آيات تبكى وتبكى دون توقف
فأقتربت رقية اليها ورفعت عنها نقابها
الذى يتوارى خلفة وجهها الشاحب المحتقن وعينيها
المتورمة من كثرة البكاء
لفتها بذراعيها وهى تربت على كتفها قائلة اهدى بس يا حبيبتى
متعمليش ف نفسك كدا دا مش كويس علشان الجنين
ابتعدت آيات عن احضانها وقد قررت ذلك
فور مغادرة مصطفى وبعد ما قالة اليها
ازدردت لعابها بصعوبة وهى تقول من بين شهقاتها 
مفيش حمل يا ماما رقية
اغمضت رقية عينيها بعدم استيعاب قائلة اية مفيش حمل
الجنين نزل لاء مش معقول
لم تلبث آيات ان تتركها تحت صډمتها فتحدثت قائلة 
مكنش فية حمل من اصلة علشان ينزل انا مكنتش حامل
ومن ثم اردفت على مضض لانها لا تريد الكذب
ولكنها مجبرة فلو تحدثت عن كل شئ ستنهار العائلة بأكملها
ومن الممكن او المؤكد بأن تودى هذة الحقيقة بحياة الام
الحنون العطوف التى لا تستحق من هذا العالم سوى الخير والسعادة
فأكتفت آيات بقول الحمل طلع كاذب 
وبترت باقى الحقيقة تختزنها بداخلها
وحينما شعرت بترنح رقية اسندتها اليها بلهفة
حتى اجلستها على المقعد المجاور
وعندما وجدتها فاقدة للوعى شعرت آيات بالخۏف والقلق
ذهبت الى حجرة الطهى
واحضرت كوب بة ماء واخذت تنثر بعضا
منة على وجة رقية ولكن بلا جدوى
ظلت تبعثر نظراتها بالارجاء لا تعلم ماذا يتوجب عليها
فعلة وهى بمفردها وقع بصرها على حجرة إياد وخاصتا نحو المرآة
فرمقت قنينة عطرة الموضوعة اعلى التسريحة
فعلى الفور التقطتها وذهبت الى حيث
رقية التى ما زالت فاقدة الوعى
وبعد محاولات من آيات افاقت رقية من اغمائها
ظلت تبكى على فرحة لم تكتمل فهدأتها آيات كثيرا 
فتقبلت رقية الامر واذعنت الى تدابير الله عز وجل
فتحدثت رقية قائلة وهى تجفف دموعها الحزينة 
طب مصطفى طردك لية يا آيات اية السبب
تحدثت آيات بصوت متآثر من خلف دموعها 
علشان عرف انى مش حامل
رقية بأندهاش الله طب وهو انتى ذنبك اية دى
ارادة الله ولسة مفيش نصيب
چثت آيات على ركبتيها امام رقية وقالت بأستجداء لعواطفها الحنونة 
وحياتك يا ماما رقية متخليش مصطفى يمشينى من هنا
انا مليش مكان غير وسطيكوا انا مستحملة كتير
فوق طاقة البشر علشان مرجعش لبيت امى وجوز امى
رقية بعدم استيعاب وهى تمسكها من ذراعيها
لتنهضها من موضعها مستحملة اية يا بنتى
وكمان انا ملاحظة عليكى حاجة من ساعة ما جيتى
بيتنا واتجوزتى مصطفى
جلست آيات بجانبها ومى ثم تحدثت بتوتر وقلق 
حاجة حاجة اية ياماما رقية!
رقية بخفوت بإنك ياحبيبتى غير كل الزوجات
اللى بتلح على زوجها بإنها عايزة كل يوم تروح عند مامتها
ودا شئ انا استغربتة فيكى لان عمرك ما طلبتى تروحلها
آطرقت آيات وجهها الى اسفل فأقتربت
رقية ترفع وجهها بأناملها وهى تقول بحب اية ياحبيبتى فية اية
مالك احكيلى انا زى مامتك
آيات بتلعثم شديد انا مبحبش جوز ماما دة ابدا
ابتسمت رقية قائلة اةة لانة اخد مكان بباكى الله يرحمة
نهضت آيات مسرعة وتحدثت بنبرة هوجاء قائلة 
استحالة يكون بمكان بابا الله يرحمة
بابا كان انسان محترم وقريب من ربنا زرع فية الاحترام وحب الناس
لكن
البنى ادم اللى ماما متجوزاة دة 
وهنا بدآت انفاسها تلهث بشدة
ومن ثم اردفت بتبرم قائلة دة منحط وساڤل وعديم الحياء ومعندوش رحمة
وو ومن ثم صمتت عن الحديث تلتقط انفاسها
نهضت رقية عن مقعدها ومن ثم تحدثت قائلة واية يا بنتى قلقتينى
اندفعت آيات الى احضان رقية وهى تقول 
بهدلنى يا ماما رقية كان هيقضى على شرفى اكتر من مرة
ابعدتها رقية عن صدرها پعنف وهى تقول پصدمة انتى بتقولى اية
تحدثت آيات بصوت تعترية آلام ذكرياتها الحزينة 
فى ليلة كنت نايمة ف اوضتى بعد جواز ماما منة بشهر
حسيت بأيد بتلمس جسمى قمت مخضۏضة من نومى
ولقيتة ادامى جيت اصوت ولا انادى على ماما
راح حاطط ايدة على نفسى منعنى من الكلام
وهددنى لو نطقت بكلمة ھيموتنى لانة دائما بيشيل
مطوة معاة وهو رايح اى حتة
وكانت ريحة نفسة كريهة مكنتش طيقاها ولما لقيتة
بيقرب منى وعرفت هو عايز اية زقيتة بعيد عنى
جة يجرى ورايا مقدرش ووقع ع الارض سبتة
وجريت وخرجت من الشقة وخبطت
على جارتنا احلام الله يرحمها اللى ف الدور اللى فوقينا 
وطبعا اضطريت احكيلها على كل حاجة
لما شافت حالتى وخروجى من شقتنا ف الوقت دة
مامتها الله يسترها اصرت علية انى افضل عندهم لحد
الصبح وبعد كدا هتكلم جوزها يدخل لجوز ماما ويفهمة ان دة ميصحش
وحصل دة وجوز ماما اعتذر وقال انة كان شارب ومش فى وعية
وان الحكاية دى مش هتتكرر تانى وانى زى بنتة وكلام من دة كتير
المهم كلنا صدقناة لاسف وفكرنا انة كان سکړان ومش ف وعية فعلا
رمت رقية بثقل جسدها على اقرب
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 69 صفحات