الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


عرسة تقرض ودانك أمشى يابت على فوق ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل 
يووووه هو انا مفيش ورايا غير النوم 
قالت هدى هدير انا مش هشوف الفستان بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة والله ما هخليكى تلبسيه أصل انا عارفاكى فاهمة 

فاهمة ياستى هو ده اللى انا باخده منكم 
ثم اتجهت صاعدة السلم استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ 
تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها 
حاجات ايه 
الأكل يابنتى آمال هنأكل الناس ايه 
ناس مين اللى هنأكلهم ياماما الحنة مفيهاش أكل والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة 
يعنى إيه مش هنطبخ 
هنطبخ لمين اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين هتطبخى وترميه بعد كدة 
أنا قلتلها كدة مصدقتنيش قلت انتى هتعرفى تقنعيها 
كانت هذه هايدى 
والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى 
اركنيها أو خزنيها ياماما مش قضية 
والله انتوا عيال تسد النفس جتكوا القرف 
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا 
أمال جوزك فين مش هييجى ولا ايه 
وهو من امتى جه قال يااختى فى صفقة جديدة بيشتغل عليها بيقول أنها هتنقله نقلة تانية 
ههههههههه كل مرة بيقول كدة 
فعلا بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية طول الوقت برة وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب 
ربنا معاه 
ههههههههه تفتكرى باللى هو بيعمله ده 
على رأيك المهم أمه بعيد عنك انتى قلتى طول ماهو مشغول انتى مرتاحة 
على رأيك سيبينا من الموضوع ده تعالى نرخم على البت هدير 
يلا 
مرت ليلة الحنة بسلام والفرحة تغمر الجميع 
تانى يوم يوم الزفاف اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور 
صعب ياهدى مش هقدر اسيب الحفلة هنا 
يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر 
ماشى ياستى مش معترض احضرى براحتك وأنا هبقى اعتزر لحماتى وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة المهم فى طلب مهم جدا 
ملكش طلبات عندى انت مبتعملش اللى انا عايزاه يبقى مش هعملك اللى انت عايزه 
لا ياماما الموضوع ده مفيهوش مناقشة ولا عشان بكلمك بأدب اسمعى كلام نهائى هفوت عليكى الساعة 12 كدة وانتى بفستانك زى ما انتى هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم 
حفلة ايه انت بتستهبل اسيب اختى فى فرحها واروح معاك حفلة 
أيوة هتيجى وبعدين يعنى هى من غيرك مش هتدخل ريحى دماغك وبعدين بقولك الساعة 12 يعنى الفرح هيكون قرب يخلص الحفلة هنا هتبدأ 11 يلا سلام الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة عشان مش عايز ادخل وعايز فستان حلو ورقيق كدة 
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته إهانة علنية لنفسها 
خرجت متأففة فى موعده كما طلب حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان 
وفى السيارة قال لها 
مش عايز انبهك ياهدى الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى 
ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى 
من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى 
وهم يعرفونى 
لا بس كفاية انك مراتى وكل واحد فى الحفلة مع مراته 
أه سد خانة وخلاص يعنى 
بالظبط بس حاولى تتصرفى برقى شوية 
ده على أساس أنى فالجر يعنى 
مقولتش كدة بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية وأنا مش عايز كدة 
والله وحفلتك دى ليه أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة 
دى ياستى المسمى العام بتاعها حفلة تعارف بس الحقيقة المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى 
وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى 
وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل 
أه فهمت 
وصلا للحفلة بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط فهذه ليست بيئتها ولا تريدها 
الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين عدد لا بأس به منهم لا يقترب منهم الكثير يحوطهم البودى جارد من كل مكان حتى زوجها كانت عينيه عليهم يريد الاقتراب بأى شكل لكن لابد من وجود سبب 
هم مين دول 
دول الهدف دول اللى الصفقة اللى انا ھموت عليها بتتم بينهم دلوقتى الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية عارفة ياهدى لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم هبقى ركبت الريح ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى 
طب فوق بقى لتقع بجد 
أنتى على طول قافلة كدة 
ملكش دعوة بيا وشوف اللى بتشاورلك هناك دى 
أه دى رقية الصواف طبعا تسمعى عنها ثانية هسلم عليها وارجعلك 
وتركها وذهب تمتمت هدر بقولها 
الهى ما يرجعك ټموت انت وهى فى لحظة واحدة 
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص
لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها 
هدى 
يتبع 
قلب أرهقته الحياة الفصل السادس والعشرين 
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها 
هدى 
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها 
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة 
معقول 
ليش لأ 
أنت بتعمل هنا ايه 
أنا ايش انتى بتعملى هنا هذى اول مرة اشوفك لكن بصراحة مفاجأة جميلة 
لا جميلة ولا وحشة كأنك مشوفتنيش 
إيش تقولى وكيف اقدر وانا ما صدقت 
بعد اذنك وهمت بالحركة لولا انها فوجأت بزوجها أمامها كيف ظهر هكذا فجأة ولم تره اتيا من بعيد 
هدى ايه فى حاجة 
عندما رفع عينيه للواقف أمامه بعدما استدار له 
مش ممكن الامير فيصل أهلا وسهلا يافندم 
أهلا 
تشرفنا حضرتك حصل حاجة هدى دايقت حضرتك فى حاجة 
صدمت هدى من كم الخضوع والتحايل التى عليها زوجها مما أصابها بالحرج الجارف من الموقف خاصة أمام هذا الشخص المستفذ بالذات 
لا ابدا هى مدام هدى تبقى 
المدام يافندم المدام بتاعتى وأنا المهندس عمر عبد الفتاح صاحب مكتب Light الهندسى 
أه أهلا وسهلا 
لاحظ عمر كم نظرات فيصل لهدى التى بدأت تتضايق منها 
هو حضرتك تعرف هدى من قبل كدة 
رفعت هدى رأسها فجأة لفيصل بحركة رفض ايمائية ففهم ما تريد 
لا هذى اول مرة نتعرف رأيتها واقفة لوحدها كلمتها 
ارتدت روحها اليها بعد تصريحه هذا لتفاجئ برد زوجها الصاډم 
ده شرف لينا يافندم اتفضل حضرتك أشرب حاجة معانا 
تدخلت هى فى الحوار أنا تعبانة وعايزة أمشى 
هدى قالها زوجها باستنكار 
حصل خير واضح عليكى مدام هدى واكيد راح نتقابل مرة تانية 
رد زوجها اكيد أن شاء الله سيادتك 
ثم تركهم فيصل وذهب وتبعه فردى الأمن الواقفين بالقرب منه 
إيه ده انتى اتجننتى فرصة من السما وجت لحدنا تقومى تتصرفى بالشكل ده 
فرصة ايه ده بنى ادم ساڤل ده كان بيغازلنى 
واحنا مالنا بأخلاقه المهم العقد وبعدين هنا كله بيجامل كله هتلاقيكى انتى اللى فهمتيها أنها غزل بس مشكلة واضح انه معجب بيكى اكيد هحاول مرة تانية يكلمك 
عمر ايه اللى بتقوله ده 
إيه بقول هيحاول يكلمك قلت حاجة غلط بس تصدقى مكنتش اعرف ان سرك باتع كدة أول مرة تحضرى حفلة وأول ما توقعى الامير فيصل بنفسه أكبر راس فى التعاقد كله 
أنت اټجننت مش مكسوف وانت بتقول كدة 
ليه هو انا بقولك نامى معاه بس اديله ريق حلو لو جه يكلمك تانى بدل الوش الخشب اللى انتى مركباه ده 
انت فعلا انسان مش ممكن وأنا مش قادرة اسمع اكتر من كدة انا ماشية 
فوجئت بيده تقبض على ذراعها بقوة آلمتها
استنى عندك ماشية راحة فين إحنا هنفضل لحد ما الحفلة تخلص وانتى بالذات 
عارف لو مسبتش ايدى هصوت واڤضحك فى وسط الحفلة اللى انت فرحان بيها دى 
وبنظرة تحدى منها تهاوى هجومه فهو يعرفها جيدا ستفعلها أن صمم أمامها أطلق صراح يدها 
عدلت من هندامها وهى تقول 
عارف الحق مش عليك انا اللى استاهل لأنى وافقت اجى معاك هنا وأنا عارفة قد ايه انت أخلاقك واطية واطية ايه انت معندكش أخلاق من الأساس 
أنهت جملتها وتركته وذهبت بدأ يتلفت حوله ليتأكد أن كان قد سمعهم أحد أم لا وبنظرة واعدة وصوت اقرب للهمس قال 
أنتى عديتى حدودك اوى ياهدى وكفاية عليكى كدة بس الأول أوصل للى انا عايزه 
استقلت تاكسى لتعود لبيتها كانت تتمنى أن تتجه لمنزل والدتها لكن الوقت لن يسعفها لذلك فالساعة تعدت الواحدة صباحا ولا تستطيع العودة لمحافظة أخرى وحدها فى هذا الوقت والساڤل زوجها تركها ولم يخرج معها حتى لاعادتها للمنزل 
وهى فى الطريق رن هاتفها كانت هوايدا أختها 
أيوة ياهوايدا انا كويسة الحمد لله مش ماما قالتلك لأ الحفلة خلصت وخلاص مروحة انتوا وصلتوا البيت كويس خالد ياهوايدا خدى بالك منه لحد ما اجى بكرة هايدى صممت تاخده طيب ماشى بس أبقى بصى عليه برده ماشى سلام يادودو 
فتحت باب الشقة ودخلت اغلقت الباب ولم تسعفها قدمها للدخول جلست
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات