الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه كامله بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 3 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز

 

النجاح

قال پحده جرى ايه يا دنيا هو انا عيل ولا ايه ايه حلاوة النجاح دى 

 طب خلاص متتعصبش كدهخلاص اوكى ساعه وهكون هناكيلا مع السلامه

 سلام

أغلق فارس الهاتف وأتجه الى الحمام توضأ صلى الظهر بدل ملابسه وأتجه الى المطبخ وجد والدته تعد طعام الغذاء عندما رأته قالت بعبوس

يعنى مقولتش أنك خارج النهاردهاومال انا بعمل الغدا ده لمين ان شاء الله

قبلها على وجنتها وهو ينظر للأوانى ويلتقط منها بعض الطعام ليأكله فى سرعه وهو يقول 

معلش يا ماما مش هتأخر ساعه ولا اتنين بالكتير وهتلاقينى هنا بس أتغدى انتى متقعديش جعانه لحد ما أرجع

ضړبته على ظهر يده وهو يعبث بالطعام وتقول

قولتلك مية مره متحطش ايدك فى الاكل كده أستنى أحطلك فى طبق

تناول كوب مياه ليشربه ثم قال لالا لما اجى بقى مش عاوزه حاجه اجيبهالك معايا

والدته لا مش عاوزه حاجه بس خلى بالك من نفسك

طبع قبله اخيره على راسها وقال مودعا طيب سلام بقى يا ست الكل

هبط الدرج قفزا كما يفعل دائما وخرج من باب البيت وما ان خطى خطوتين حتى سمع نداء طفولى مزعج من الاعلى يصيح به فااااااارس يا فاااااارس

نظر للأعلى مبتسما وقال بهتاف وهو يلوح عارف عارف مش هنسى العسليه

ضحكت مهره بينما ڼهرتها والدتها التى كانت تقف بجوارها فى الشرفه يابنت عيب كده هو خلفك ونسيكى

أخذت مهره دميتها ولم تجيبها ودخلت لتكمل لعبتها ببراءة تارة وتضايق أخيها يحيى تارة أخرى

خرج عامر من ورشته عندما سمع صوت فارس وأتجه إليه فى خطوات واسعه مهنئا 

مبروك يا أستاذ فارس معلش ملحقتش اكلمك امبارح كان عندى زباين وأتحرجت اطلعلك فوق

أبتسم فارس متفهما وقال الله يبارك فيك يا عم عامر ويارب عقبال مريان ومينا ما يتخرجوا وتفرح بيهم

عامر مبتسما طيب مش هاعطلك بقى سعادة المستشار

ضحك فارس بعذوبه قائلا يسمع من بؤك ربنا يا عم عامر ثم قال معتذرا عن اذنك انا بقى علشان مستعجل

عامر أتفضل يابنى مع السلامه

وقبل أن يتحرك سمع جلبه من خلفه وهتاف يعرفه جيدا

يا استاذ فارس أستنى

ألتفت وهو يرفع حاجبيه بمرح للحاج عبد الله الذى اقبل عليه بجلبه كبيره قائلا مبروك يا أستاذ فارس يابنى والله والله انا فرحان زى ما يكون ابنى هو اللى أتخرج وبقى باشا قد الدنيا

ضحك فارس مداعبا لسه مابقتش باشا يا حاج عبد الله أدعيلى انت بس

وضع الحاج عبد الله يده على كتفه وتكلم بهتاف كعادته داعيلك يابنى والله ربنا يكتبلك الخير ماطرح ما تروح يابنى

ربت فارس على يده بأمتنان قائلا ربنا يتقبل منك يا حاج عبد اللهثم تنحنح قائلا طيب تؤمرنى بحاجه اصلى عندى مشوار كده

أفسح له الحاج عبد الله الطريق قائلا لا يا بنى أتفضل متعطلش نفسك ربنا يجعلك فى كل خطوة سلامه

أكمل فارس طريقه بصعوبه فكلما خطى خطوة أوقفه أحد جيرانه مهنئا وداعيا له بالتوفيق 

نعم هذه هى القلوب المحبه التى تمتاز بها أحيائنا المصريه البسيطه

وقفت دنيا تنتظر ظهور فارس وهى تنظر لساعتها اليدويه فى قلق حتى ظهر اخيرا قادما من بعيد بأبتسامته المشرقه الجذابه وعندما رأها اسرع الخطى نحوها ووقف معتذرا 

اسف والله يا حبيبتى بس أعمل ايه الناس عندنا ماكنتش عاوزه تسيبنى كل شويه حد يوقفنى يباركلى ويدعيلى

عقدت ذراعيها پغضب قائله يعنى الناس دول اهم مني

قطب جبينه بمرح قائلا انتى عارفه ان مفيش حد اهم منك عندى صح ولا لاء

وأمسك يدها وأجلسها على مقعدهم المفضل أمام النيل مباشرة قائلا يعنى مردتيش

ألتفتت اليه قائله عارفه يا سيدى ارتحت

ثم اردفت قائله فارس انا ليا عندك طلب

أومأ براسه قائلا أؤمرينى يا حبيبتى

قالت بدلال انا عاوزه أجى أشتغل معاك فى المكتب

زفر بضيق قائلا مش أحنا أتفقنا قبل كده ان انا بس اللى هشتغلانتى عارفه يا دنيا شغل المحاماه متعب ازاى وبصراحه كده بحس انه بهدله للبنات

قالت بعناد بس انا عاوزه أشتغلوبعدين مانا هبقى معاك يا سيدى ايه اللى هيبهدلنى

رفع حاجبيه بدهشه قائلا ياسلام يعنى لما تيجى تشتغلى والاستاذ يديكى شغل تعمليه هتقوليله طب اخد فارس معايا ولا ايه مش فاهم يعنىانا مش حابب يا دنيا كل يوم تقعدى تتنططى ما بين الاقسام والنيابات والمحاكم والموظف ده يرزل عليكى والموظف ده يبصلكلاء انا مش موافق

قالت بعناد أكبر بص يا فارس انا كده ولا كده هشتغل انا مخدتش الشهاده علشان افضل قاعده فى البيتفقولت أشتغل معاك أحسن ما اروح أشتغل فى مكتب تانى وعلى فكره جايلى مكتب كويس اوى لكن انا فضلت أشتغل معاك

نظر الى البحر متأملا وقال بهدوء يعنى رأيي مش مهم عندك للدرجه دى

لمست كتفه وقالت بخفوت ياحبيبى ازاى بس تقول كده بس انت عارف يا فارس انى لازم أساعد فى تجهيز نفسى وبابا مش هيقدر على الحمل ده كله لوحده ده انا لسه مجبتش قشايه فى جهازى

مط شفتيه متبرما وشعر بالاختناق وهو يقول

انا لو عليا مخليكيش تجيبى حتى القشايه دىلكن مفيش فى ايدى حاجه غير مرتبى وأنتى عارفه

قالت بهدوء عارفه يا حبيبى وبكره الدنيا هاتتغير وحياتنا هاتتغير وهانبقى من طبقة الهاى كلاس وبكره تقول دنيا قالت

وقف الأستاذ حمدى مهران أمام فارس وهو يربت على كتفه قائلا بس كده يا سيدى خلاص أعتبرها أشتغلت خلاص خاليها تيجى من بكره لو تحب

قال فارس بأمتنان متشكر اوى يا دكتور

أبتسم الاستاذ حمدى وهو يقول باهتمام علشان تعرف بس انى نظرتى ثاقبه دايماقولتلك هتنجح وبالتقدير اللى انت عاوزه

قال فارس بسعاده طبعا يا دكتور وربنا ميحرمناش من توجيهاتك ابدا

أعتدل الاستاذ حمدى فى مقعده وهو يقول بس أنا عاوزك تسعى فى الماجيستير من دلوقتى يا فارس ده هيخدمك جامد فى المستقبلوعندك يا سيدى المكتبه بتاعتى هنا فى المكتب أستعين بيها زى ما انت عايز يعنى مش هتحتاج تشترى كتب من بره

قال فارس فى تفكير ان شاء الله يا دكتور بس انا دماغى مشغول دلوقتى بحكاية النيابه دى عاوز استنى لما اعرف راسى من رجلى فيها

الاستاذ حمدى فكر تانى فى الموضوع ده حكاية النيابه دى لسه قدامها وقت وانت لسه هتاخد دبلومه قبل الماجيستير استغل الوقت ده وخد الدبلومه لحد ما نشوف موضوع النيابه

بدا عليه التفكير فى الامر وهو ينظر للأمام قائلا خلاص يا دكتور انا حطيت الموضوع فى دماغى وان شاء الله هابتدى اسأل على الاجراءات وايه المطلوب بالظبط

أومأ الأستاذ حمدى براسه مبتسما وهو يقول خلاص ولو احتجت اى حاجه ماتترددش تعلالى على طول

فارس طيب عن أذن حضرتك

أشار له ان ينصرف بابتسامه أنصرف فارس الى مكتبه وجلس الى مقعده وأخرج بعض الملفات وبدأ فى العمل ولكن عقله مازال يدور ويبحث الامر ولا يجرؤ ابدا ان يتطرق الى نقطه معينه وهى احتمال عدم قبوله فى النيابة هو ليس حلمه وحده أنما هو حلم والدته ووالده قبل ان يتوفاه الله بل وجيرانه واصدقائه جميعهم ودنيا دنيا التى تحلم بأن تصبح زوجة وكيل نيابه وان تصعد

 

انت في الصفحة 3 من 103 صفحات