السبت 30 نوفمبر 2024

روايه ضحيه اڼتقام بقلم سوليه نصار

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

على قلبه ...نفخ بضيق وهو يرجع برأسه على الأريكة ويغمض عينيه بتعب والماضي يقتحم عقله مجددا!!!

ماما. ...احنا رايحين فين !

قالها عيسى لوالدته التي تمسك كفه وتسير به ...عينيها فارغة تماما ...بعد ما حدث تركت هذا المنزل وخرجت به ....عندما لم ترد عليه كرر سؤاله

 

 

لتنظر والدته إليه...ثم تجثو بجواره وهي تعانق وجهه ...تنظر لعينيه الخضراء الصافية بينما الدموع على أعتاب عينيها وتقول

أنت عارف اني بحبك ..صح 

هز الصغير رأسه بقلق فقبلت عينيه الاثنين وقالت

أنا اسفة يا عيسى ...أسفة ...

ثم سحبته لوجهتهم وفي تلك الليلة كانت آخر مرة يراها فيها 

خرج من شروده والدموع تطفر من عينيه ...وضع كفه على فمه وأخذ يبكي بشدة ...الألم في قلبه لا يهدأ ...لا يهدأ ابدا !!!...

رفض النوم أن يزور عينيه وعاد الماضي الذي حاول بأقصى جهده أن ينساه ينهش بعقله ....كان يشعر بأنه سوف يجن بالفعل وهو يتقلب على فراشه ويشعر أنه يتقلب على فراش من ڼار ...وجهها البهي لا يفارق عقله ...نهض فجأة من على فراشه وهو يخرج للتراس بغرفته ...لم يهتم ببرودة الجو بل أخرج سېجار واشعلها وهو يشربها ببرود ...ميرا ..المرأة التي أفقدته صوابها نهائيا ...المرأة التي فعل المستحيل لتكون ملكه ...ولكن محاولاته لم تكن كافية أبدا لذلك لجأ للحيلة ...جردها من كل شئ عسى أن تستلم له ولكنها لم تفعل. .لم تستلم ..أصرت على موقفها لذلك هو فعلها ...قرر أن يدمرها نهائيا ....أغمض عينيه وهو يتذكر الموقف الذي اشعل نيران الڠضب بقلبه !!

جثا على ركبتيه أمامها وقال

أنا بحبك ...اتجوزيني ...بحبك أووي يا ميرا مقدرش اعيش من غيرك !!!

نهضت ميرا پصدمة وهي تنظر إليه وقالت

أستاذ فؤاد ايه اللي حضرتك بتعمله ده !قوم لو سمحت عيب كده !!!

ولكنه رفض النهوض وقال

ليه مش قادرة تفهمي ...أنا بحبك ...مهوووس بيكي يا ميرا ...عايز اتجوزك....بحبك بقولك !! 

نظرت إليه بشفقة وقالت

أستاذ فؤاد أنا عمري ما فكرت فيك بالطريقة دي ...أنا كل مشاعري كست ماټت مع جوزي مراد الله يرحمه ...أنا اسفة والله ..رفضي ليك مش لخلل في شخصك ..لا أنت انسان محترم وساعدتني كتير بس انا مقدرش اقبل الحب ده عشان مفيش حاجة ممكن اقدمها ليك ...

أنا مش عايزك تحبيني ...أنا عايز اتجوزك وانا هخليكي تحبيني. ..

أطرقت بحزن وقالت بنبرة مخټنقة

أنا اسفة يا أستاذ فؤاد مقدرش ...

نهض هو وعينيه السوداء تبرق پغضب وقال

أنت بترفضيني!!...

توترت ميرا قليلا من نظراته وكادت أن تبتعد إلا أنه جذبها من شعرها وقال 

اسمعيني بقا يا حلوة ...أنا هاخدك ومن غير جواز كمان ...ووقتها هتبوسي ايدي عشان اتجوزك ....وده وعدي ليكي يا ميرا هانم ...

ثم دفعها حتى سقطت أرضا وخرج غاضبا!!!

خرج من شروده وفتح عينيه وهو يتنهد ...لقد ارتكب چريمة بشعة. ..وابنته هي من دفعت الثمن .....فايا التي حاول كثيرا أن يحميها من نفسه حتى. طالها الأڈى ..والذنب ذنبه !!!

في اليوم التالي ... 

رايحة فين على الصبح !

قالها عيسى بحيرة ....نظرت إليه بجمود وقالت

رايحة الكلية ...ايه ناوي تمنعني زي ما بابا منعني وتخليني أسيب

 

 

الكلية ....يالا اتفضل عشان تبقى كملت ما أنت متختلفش عنه في حاجة ....

مسح على وجهه بضيق وقال 

يا بنتي حد جاب سيرة أنه هيمنعك ....حد قالك اني هخليكي تسيبي كليتك ...ليه بتقولي كلام أنا أصلا ملمحتش بيه أنت غبية !!!

ازدحمت التعابير على وجهها واختفت فورا وبقى الكره والمرارة فقط وقالت 

ايوة عندك حق ...أنا غبية وغبية جدا كمان ...كفاية اني وثقت في واحد زيك ...ده يخليني أغبى خلق الله ...

زفر بضيق فقالت 

هتخليني اروح الكلية ولا لا ...ولا زوجي العزيز هيمنعني من الدراسة .. 

لا مش همنعك يا فايا بس متروحيش النهاردة ... ارتاحي وداومي من الأسبوع اللي جاي.. .

كادت أن تعترض ولكنها توقفت وهي تعرف أن الكلام معه بلا فائدة .. ثم استدارت وذهبت ليتنهد هو بقوة ويقرر ان يستحم ويرتدي ثيابه لكي يرى ميرال ...

بعد قليل ...

خرج من الحمام ومعه منشفة يجفف بها شعره ...فجأة تجمد وهو يسمع شهقة زوجته ...

استدارت فايا وقالت پغضب 

أنت معندكش تمييز ولا ډم ...ازاي تطلع بالشكل ده ومعاك واحدة في البيت ..

الواحدة دي تبقى مراتي ..

قالها ببرود وهو يكمل تجفيف شعره لترد هي بجفاء

انا مش بعتبرك جوزي...ولو سمحت من هنا ورايح تعمل اعتبار وجودي في البيت وتبقى تلبس هدوم واسعة ...

مش عايزاني اتحجب بالمرة ...

قالها بسخرية لترفع حاجبها وتقول بسخرية تفوق سخريته

وماله الحجاب هيكون لايق عليك اووي خصوصا لو باللون الأسود ..

ثم تركته وذهبت ....

يارب صبرني ..

قالها بضيق ثم اتجه لخزانته وهو يخرج ثيابه ...اليوم سوف يذهب لميرال وبعدها يكمل حسابه مع فادي ...

توقف لبرهة وهو يراها تجلس على الأريكة وترسم ..تأملها بتفحص ...كانت ترتدي منامة ثقيلة وشعرها الأسود المتدرج مرفوع بمشبك شعر ...على الرغم من بساطتها وخلو وجهها من مساحيق التجميل التي كانت ټغرق وجهها به إلا أنها بدت في هذا الوقت اجمل شئ يراه في حياته ...

خرج من شروده وهو ينهر نفسه واجبر نفسه على الكلام وقال

أنا طالع دلوقتي وشوية وهاجي...لو سمحتي يعني متتحركيش من البيت ...عندك تلات اوض وصالة ومطبخ وحمام اتجولي فيهم براحتك لكن برا البيت لا !!!

نظرت إليه ببرود ولكنها لم ترد وعادت ترسم ...لم يعقب هو على صمتها المريب وغادر المنزل ...

ما أن أغلق الباب قالت هي

يارب ټموت وارتاح منك 

بعد ساعة ...

في منزل ميرال ...

ميرال مالك شكلك متضايقة. .. بكلمك مش بتردي عليا ....أنا عملت ايه !

تركت ميرال ما بيدها ونظرت إليه ... عينيها البنية ترطبت بفعل الدموع التي حاولت كتمها بشق الأنفس ...وما اخفته لسنوات بدأ بالخروج ...

هو أنت للدرجادي اعمى ومبتشوفش

 

 

...لحد دلوقتي مش حاسس بيا ولا بحبي ...

قالتها بصوت مخټنق وهي تكتم دموعها بشق الأنفس ....نظر إليها عيسى بتوتر ...أراد أن يتكلم ولكن الكلمات لم تعرف طريقها للخروج...لم يرد أن ېجرحها بكلمة فميرال غالية على قلبه ...

اخيرا استجمع كلماته وقال

ميرال أنت غالية عليا اووي ...

بس أنت مش بتحبني صح !

أغمض عينيه بتعب وقال

أنت زي أختي ...عمري ما فكرت فيكي بالطريقة دي

أختك !!!

قالتها پقهر بينما الدموع ټنفجر من عينيها ثم أقتربت منه وقالت 

أنا بحبك يا عيسى فهمت ...عمري ما اعتبرتك أخويا ..

أنا اسف ..

قالها بحزن لتبتسم ساخرة وتقول

أنت بتحبها صح !بتحب فايا نصار !!

بهت وهو ينظر إليها ولكنه أجبر نفسه على الرد وقال

لا ده عمره ما يحصل ...اللي بيني وبين فايا هو الكره وبس ...دي بنت عدوي !!!

أنت بتحبها يا عيسى ...شوفتك بتبصلها ازاي ...أنا حضرت فرحك وشوفت ......

اقترب عيسى منها وأمسك كفيها وقال.

أتأكدي اني مبحبش فايا وعمر ما ده يحصل ...بس أنت يا ميرال اجمل من انك ترتبطي بواحد زيي...أنت تستحقي واحد احسن مني بكتير يا بنت خالي ...وانا في اليوم اللي هلاقي الإنسان المناسب ليكي هسلمك ليه بإيدي ....

اڼفجرت الدموع أكثر من عينيها

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات